روماف – شعر
محمود بريمجَة
أَوَ تَظُنُّ أنَّني تُهْتُ أو عَتِهْتُ أو أنّي غامَرْتُ برُشدي و صَوابي فأخطأْتُ في احتضانِ الحَبيبِ ؟! أَوَ تَظُنُّ أنَّني لسْتُ منْ هذا الزَّمان بأفعالي أو أنَّي تَجاوزْتُ المَعهودَ فأضعْتُ هَيبةَ الكِبارِ ؟! كلَّا يا بُنَيَّ … يا غَريبُ … يا بَعيدُ …. فأنا كاملُ اللُّبِّ و الرُّشدِ و ما تجاوزْتُ العُرْفَ و الدِّيْنَ أنا الشَّيخُ الذي فاضَ يَنبوعُ عِشقِهِ و أُفعِمَ كَيانُهُ بالحُنُوِّ و لمْ يَسُدَّ أبوبَ فُؤادِهِ ، فتدفَّقَ لم أُخطِئْ في العِناقِ و اللَّمسِ لسْتُ بنادم ٍعلى البَوْحِ بعِشقي يا شجرةَ الزَّيتونِ وَهَبْتُكِ للثَّرى بُذْرةً ، و رَعَيْتُكِ غَرسةً فَرِحْتُ بكِ يا نَبعةَ الصَّامدينَ و داعَبْتُكِ شَجرةً كاملةً فما أروعَ مَرآكِ ! ما ألذَّ عَطاءَكِ ! أنتِ المُبارَكةُ في القُرآنِ و إلى روحي بجُذورِكِ امتدَدْتِ فَتعالَي إلى الحُضْنِ و العِناقِ أنتِ الحبيبُ والعشيقُ ما حَيِيْتُ أنتِ رمزُ وطني و ثَباتي أنتِ الرَّفيقُ الوَفيُّ أنتِ العَريقةُ في أرضي بكِ احلَوْلَتْ حياتُنا و أطلقْتُ عِنانَ الفِكرِ والهَناءَةِ عندَما يَحِلُّ الرَّبيعُ أراقبُ أفنانَكِ أشكُرُ المَولى أُقيمُ عُرسَ الحَياةِ إنْ كُنْتُ عنكِ راحلاً فلا ترحلي أنتِ عنِّي فَلْنَعِشْ للحُبِّ و العِناقِ و إنْ غابَ بياضُ الدُّنيا عنْ مُقلَتَيَّ فَلَهْفَتي بلُقياكِ في الجِنانِِ إنْ أردْتُمْ قَلْعَ جُذوري منَ الوطنِ و إبعادي عنْ صُحْبَتِها فأَقلِعوا روحي منَ الجَسَدِ لا تَظلموها فهيَ لا تُجيدُ سِوى لُغةِ الجَمالِ و العَطاءِ و منها اقتبسْتُ خِصالي لا تُبعِدوني عنها و إنْ كانَ لا مَحالةَ فاجعلوا مَثوايَ في ظِلِّها مجلة آفشين