ما قبلَ الجنازةِ
في غُرفةٍ كَثُرَ فيها ضميرُ الأنا، أزلْتُ عنهُ ما التحفَ مِن ندمٍ، دولابُ كلماتِيَ فُتِحَ، أثوابٌ رُصِّعَتْ فَرَحًا فَرِحًا قمْتُ بحرقِها والأخرى منها بالحُزنِ رُقِّعَتْ صبرًا كُلِّلَتْ ممّا أصابَهَا؛ باليةٌ مخمليَّةُ الحياةِ رمَّمَتْهُنَّ بنونِ توكيدٍ خفيفةٍ تثاقلَتْ مُثقِلَةً ثِقالِي مُصْقَلًا آملًا إنشادَها رثاءً، على رؤوسِ أفكارِي أمشي الهُويدَا؛ الوجهةُ جليةٌ أوضِحُها أمامَهُ إلى حافَّةِ الهاويةِ مُسرِعًا أحثُّ خطايَ أخطاءً السماءُ ما احتوَتْها، أيا أنا ما قولُكَ؟•
دعْنِي أضحكُ قليلًا؛ أاتَّخذْتَهُنَّ أقدامًا؟!
بركاكتِكَ بركاتٌ بُورِكَتْ بِرَكًا بركَةً اضمحلَّ بُركانًا حُمَمُهُ استحمَّتْ بغبائِهِ دائمًا أدامَهُ ديمومةً؛ ذكاؤُهُ عنِّيَ استُعصِيَ فهمًا لكنّي أنازعُنِي إليَّ عبرَنا مَعبرًا بهِ عبرْنا بعبرتِنا عبراتٍ شكَّلَتْ مِن بركَتِنا بَرَكَةً.
أعزمْتَ أمرَكَ؟°
انتظرْتُكَ لتخلِّصَنِي؛ ثالثُنا بهِ ثُلِّثْنا ثلمًا سلامًا أسلمْنا لهُ جوارحَنا ممَّنْ أزادَ جراحَنا، بربِّ المَشرقينَ آمنَ حينَما بالإشراقِ غربُنا فيهِ أشرقْنا وشروقُنا بهِ منَ الغربِ يشرقُ، بكيانٍ اكتنَّنا مَسكنًا جيفةً ألقيْتَني وسطَ طريقٍ طُرِقَ بابُهُ علينا وعلَوْنا بِهِ عُلُوَّنا علياءً انخفضْنا بكلِّنا احتلالًا، أنتَ قائدُنا؛ بأمرٍ مِنكَ خنوعُنا، أعرفْتَنا؟
نحنُ مَنْ باتّجاهاتِنا عبثْتَ.
• نعم، نعم، عرفْتُنا، لكنَّ سُؤالِيَ: مَنْ أنا؟!
سأجيبُكَ: أنا بشمسِكَ قلبْتُ مدارَكَ؛ هُناكَ مِنَ الشُرفةِ حاولْتَ الهربَ حيثُ وضعْتَ نبتَتَكَ، ركّبْناكَ ضوئيًّا بيخضورٍ اسوَدَّ، بجملةٍ اسميَّةٍ لخَّصْتُ حالَنا.°
هذا ما اعتادَهُ دائمًا؛ حيثُ يضعُنِي قلَّبْتُني صفحاتٍ أتصفّحُ فيهِ ما فيَّ، اهدأْ قليلًا؛ الكثيرُ أرهقَنِي، لمْ تكُنْ حاضِرًا وكما أنتَ لزامٌ عليكَ تهديدِي: إيّاكَ وضعِي غِيابًا وإلّا بإيابِيَ أعلنْتُ ذهابَكَ.
• حفظْتَ دروسَكَ جيّدًا، أحسنْتَ يا مَنْ هُذِّبَ جهلًا.
ألا زلْتَ تستطيعُ معيَ حنظلًا؟!°
حضرتَكَ، لمْ أدعُكَ عبثًا و كلُّ جزءٍ فيَّ يعبثُ، لمْ أشرقْ مُنذُ زمنٍ، أليسَ هذا الوقتَ المُناسِبَ، ألا يناسبُكَ؟
بوعودِكَ لِمَا لَمْ تلتزمْ زمامَ أمرِكَ؛ كلماتِيَ لازالَتْ بالأسْوَدِ تتجمّلُ!
• أسْوَدًا اعتنقْتَ معشرَ أُسودِنا، هذا فيهِ ما أبرعُ؛ أدواةُ التصويرِ خاصَّتِي لزمنٍ قديمٍ تعودُ وهذا ما أعتدُّهُ عِتادًا عِدادُ الموتى أنْ أضعَكَ ارتقاءً إلى جنَّةٍ بعدَ كَونِيَ جهنَّمَكَ.°
أوتعلَمُ؟!
رَغْمَ كثافةِ بيكسيلاتِكَ الضئيلةِ إلّا أنَّكَ خيرُ مَنْ صوَّرَ بطلاءٍ باهتٍ، اهدَأْ!
• أهدأُ؟!
بأيِّ عينٍ تطلبُ مثلَ هذا مثلًا؛ باهتًا تنعتُنِي، ألسْتَ بنفسِكَ أطفأْتَ شمعتَكَ؟°
بينِيَ، بينَكَ، وبينَها سدودٌ سُدَّتْ سدًّا سدَّتْ وعلى وجوهِكُمْ أماراتُ الدهشةِ دُبِّتْ، أُذِيبَتْ تجمُّدًا ريثَما صُهِرَتْ، إرادتِي حُقِّقَتْ لمّا أُزِيحَتْ خاصَّتُكَ؛ سلسبيلًا قاعًا ركدَ سبيلًا مُرحِّبًا بالكفنِ، أينَ هوَ الآنَ؟
• جاهزٌ يُجهَّزُ مَولايَ.°
ممّا سبقَ استُنبِطَ نياطًا عليهِ لحنُ فراقٍ عُزِفَ اجتماعًا بحضرتِهم، أنتظرُكَ إتيانَهم حيًّا أُشيَّعُ، لكنْ مَهْلًا: سيّئاتِيَ بعدُ لم تُغفرْ.
• ما انفكَكْتُ مُقاطِعًا؛ حديثِيَ بعدُ ما أُكمِلَ يا أخرق!
الوجودُ ليسَ لنا خيرَ مُلهِمٍ؛ ظننَّا بهِ منًّا، سلوىً، فردوسًا، واستطبرقًا ما وُعِدْنا، مَنْ أنتَ؟!°
أهكذا الملوكُ تُحَدَّثُ؟
• اندفعْتُ قليلًا، آسفٌ جلالتَكَ.°
لا عليكَ؛ أمزحُ ودرايتِي أنِّي أتساذجُ ولمْ تعدْ تحتملُ اكتمالَكَ احتمالًا، سؤالٌ جوابُهُ واضحٌ يشفيكَ وأنا والعذابُ الأكبرُ ليَ إنْ أمرْتَ حالًا.
• كلّا سموَّكَ؛ لسْتُ شيطانًا، تداعبُنِي وما أجملَ مُزاحَكَ لكنّيَ ورغمَ هذا لن أتزحزَحَ!°
ألسْتُ ملكَكَ؟
لنْ آمرَكَ بذلِكَ رُزِقْتُ فانيًا؛ إنْ أمرْتَ أمرْتُ وأمرُ كلينا نافذٌ نُفِّذَ ونفثةٌ مِنْ نفاثِنا تنافسَتْ نقاشَنا مشيئَتَنا الشؤمَ، أنا مَنْ وجَبَ إيجابُهُ سلبًا سالبًا إيّايَ إيجابِيَ إيجابيٌّ؛ أن أسلِبَ ممتلكاتِكُم أُمِرْتُ، سلبُوا ثيابِيَ إنْ رغَدًا ما عِشْتُهُ.
• أتسمحُ ليَ…
° اخرسْ؛ كلامِيَ بعدُ لمْ يكملْ: جنةٌ أعيشُها نارًا، ألجمُنِيَ جماحًا، أستفصحُ ركاكةً، وأدمينِيَ جرحًا فيَّ أم فيكَ وإن كانَ بكلِّنا لا آبَهُ؛ وضعْتَهُ بتجلٍّ، نُسِجْتُ حكايةً مِن ألفٍ وألفِ ليلةٍ ليلةً عِيشَتْ.شهيدٌ على باطلٍ ماتَ، ليسَ أكبرَ همّهِ؛ قضيّةٌ عليها رُعرِعَ بدايةَ الخَلْقِ آخِرًا.
• أعلامةٌ على قُبولٍ أم إيجابٍ؟
احرصْ على اختيارِ إجابتِكَ.
° أتكفينَّكَ الشتائمُ كُلُّها أم بعضُها؛ هلِ انتهيْتُ يا أحمق، و، و..
• حرارتُكَ ترتفعُ، دعْنِي بميزانِ السمومِ أفحصُ!
° ما كانَتْ إلّا عطسةً ممّا في كلماتِيَ احتُوِيَ حلوةً كانَتْ أو مرّةً، أمهلْنِي أكملُ رجاءً أرجُوكَ؛ غُلُوُّكَ هلوساتٌ بيَ حلَّقَتْ، على الأرضِ وتدايَ ارتعشَا ثباتًا.
• النقطةُ الأخيرةُ أنا مَنْ وضعَها؛ عِندَها بدأتِ المراسِمُ وعلى الأكتافِ حُمِلَ والفرقةُ اجتمعَتْ، رُوْحُكَ رَوَحٌ راحَتْ وأراحَتْ راحةً ما أراحَتْنِيَ لا، بل حاولْتَ إزاحتِيَ علَّكَ حريًّا رَيًّا استرويْتَنِي رايةً، أتُريحُنِيَ؟
أخذْتُ استراحةً!