روماف – ثقافة
عند بزوغ علامات الفجر الأولى..
وتجلي ولادة الصباح الباكِر..
وديمومة انبعاث نور الشّمس السّاطع..
وانعكاس ضوءه المتناثر واللامِع..
الذي يعمل على تجديد الأحاسيس والمشاعر..
بتكوين مؤثرات على الذات..
حيثُ تجلب لها آمالاً وتطلعات..
لتفتح صفحات مشرقةٍ جديدة..
ودلالات ذات أبعادٍ عديدة ..
نتجاوز بها الماضي..
لنحيا في المستقبل..
لخلق رؤية جديرة تستأثر الاهتمام التام..
لمكونات الحياة الطبيعية..
بتأمّل وتريّث وتفكّر..
وإعادة نظر ومن ثمة صياغة الذات على نحو مواكبة المستجدات ..
وعلى نسق الأسلوبية ومنطق المفهوم وإدراك المضمون
الذي يخدم الغرض..
فيوفّر لها كل الإمكان والعطاء..
لتتهيأ نحو رسم معالم النظرية التكاملية التي ينبغي لها أن تسلكها..
إنّ هدوء الصباح بالمعُطى المناخي والكوني يعبّر عن حالة من السكينة والطمأنينة التي تهيئ لنا بواعث التفكر في معالم الكون.. وكيف أنّنا بمقتضيات ذلك يقتضي علينا أن نمارس واقع الحضور الذاتي والمنطلق الموضوعاتي..
على نحو التحول التدريجي وليس الاندفاع والتهوّر التعجيزي الذي قد يؤدّي الى عواقب وخيمَة.
فالتحول التدريجي هو مسألة طموح ذا سقف عال ورفع مستوى حالة التأهب واليقظة لمواجهة كل طارىء وللنهوض بالمسؤولية الفردية والجماعية التي من خلالها نستطيع إيجاد السبل ورسم النظم لتذييل العقبات التي تواجهنا إبّان مرحلة التأسيس والبناء لأمرٍ ما.
وتشكّل تلك اللحظات عملية هادفة وواعدة لإزالة الترسبات الجاثمة والمتراكمة للقضايا العالقة والشائكة..
فهي بمثابة الأرضية الأولية والقاعدة الأساس التي يتزوّد منها الإنسان بنفحات التفاؤل والتساؤل الحافز وتجاوز اليأس والإحباط والتقهقر.
إن تهيئة الذات وإعادة صياغتها تحتاج إلى مناخات ومناطق جديدة تساعد على تفعيل النشاط الذهني والجسدي.
عندما يحلّ الصباح الباكر نتخطّى همومنا وأحزاننا..
ونخطو نحو غايات يقظتنا ..
للوصول الى نقطة الهدف..
نستبشر بها لاستقبال وقتٍ جديد واشراقة نورٍ مديد ..
نتغلّب به على القيود التي أثقلتنا وتثقلنا طوال الأيام والليال..
عند مجيء الصباح يولد يوم جديد ملؤه التفاؤل والحب والتسامح والأمل والعمل على إنجاز الأعمال المتعثرة والتي لم يكن لها في السابق متّسع من الوقت ومن ثمة الاستعداد لمعالجتها بروح رياضية تمكّننا من عدم الخنوع والاستسلام لمسوغات الذات..
انها فلسفة المفاهيم في كيفية انشراح النفس وخلق سعادة روحية لتجيير الممكنات الدنيوية لأجل صالح الانسان..
فعلى سبيل المثال تناول كوباً من القهوة في وقتٍ كهذا يجعل الذات تستحضرُ الأشياء المخبوءة إلى عالم المثول والتماثل والتقابل الفكري الذي يصب في مصلحة الانسان من خلال تفكيرٍ متريثٍ هادىء.
إنها لحظات النقاء والصفاء والهدوء الذاتي والسّمو والمعنوي الذي يجعل الذات تتطلع نحو منهج الإبداع والعطاء..
فصوت مثلاً العصافير التي تغرد هنا وهناك والذي نسمعه عند اليقظة هي مفردة من مفردات التفاؤل التي تبعثُ على تدرج صعُود النفس نحو القمم والهمم ومن ثمةَ الانتفاع بمثل هاته القيم المعنوية التي لا يقرأها إلا من يدرك معاني استثمار القيم المعنوية في اللحظات الزمنية..