01/07/2025
  • Twitter
  • Facebook
  • Instagram
  • YouTube
  • Telegram Broadcast
  • RSS
  • الرئيسية

  • رأي

  • ثقافة

  • شعر

  • الحياة والمجتمع

  • أخبار

  • تقارير

  • فن

  • رياضة

  • حوارات

  • فيديو

Romav
  • الرئيسية

  • رأي

  • ثقافة

  • شعر

  • الحياة والمجتمع

  • أخبار

  • تقارير

  • فن

  • رياضة

  • حوارات

  • فيديو

ثقافي أدبي مستقل

  • الرئيسية

  • رأي

  • ثقافة

  • شعر

  • الحياة والمجتمع

  • أخبار

  • تقارير

  • فن

  • رياضة

  • حوارات

  • فيديو

الرئيسية / رأي / كل بيت سوري كان ثكنة عسكرية

كل بيت سوري كان ثكنة عسكرية

كل بيت سوري كان ثكنة عسكرية
لـ ROMAV | 15/01/2021 | رأي
قراءة 913

ماهر راعي

شاعر من سوريا، في رصيده ديوانين شعريين؛ “مرمية هكذا

في الهواء” عن دار أرواد 2014، ” مغطس بالشوكولا” عن دار نينوى بدعم من الصندوق 

العربي للثقافة والفنون 2019،

 

 

 

 

إحدى صدماتي الكبرى، والمتأخّرة نوعاً ما، كانت عندما رأيت بأم عيني أحد الأولاد يلعب البلياردو، بينما كان الخصم والده.

هذا المشهد صادفته في أحد المنتجعات البحرية، كنت وقتها من بين عمّاله الموسميين. كانا يتحديان بعضهما بطريقة حلوة، فثمة ضربات لا يقوى الصغير على تنفيذها ليقوم الأب بمساعدته، تماماً مثلما تمسك الأم يد صغيرها في واجبه المدرسي الأول، عندما تظهر له معجزة كتابة الهمزة في حرف الألف.

تابعت مشهد الأب والابن حتى النهاية، حيث فاز الصغير بفارق كرة واحدة وبضربة كانت من تنفيذ الأب. استندت إلى طاولة قريبة أراقب مشيتهما حين غادرا المكان، تاركين ضحكات لذيذة وملونة لازالت تقفز مع الكرات على طاولة اللعب.

دمعت عيناي! لم يكن هناك وقت لأتأمل الموقف بدقة أكبر وأجيب نفسي لماذا بكيت؟! كان عليّ أن أسرع لإيصال الطلب إلى طاولة زبون ملحّ وكريه… كنا نكره الزبائن، حتى اللطفاء منهم، لأمر لا يفهمه أحد.

ثمة استراحات مسروقة يمكنك فيها أن تمرّر الوقت بطريقتك، لك مثلاً أن تقضم بعض الحلويات المرتجعة من صحون زبائن غادروا للتو، يدهشك أنهم لم يلمسوا حلوياتهم الشهية، تلك التي دفعوا ثمنها رقماً يكاد يساوي نصف مرتّبك تماماً. تراقب زبونة حلوة تضحك مع حبيبها، ربما حبيبها، أو تراقب بدقة، مثل قنّاص متمرّس، متى ستنحسر بلوزتها قليلاً كلما تحركت مع الضحكة، لينكشف جزء أوسع من نهديها العارمين، أنت في زاوية معتمة تحبس أنفاسك بينما هي وحبيبها في الضوء والصخب والفرح يضحكان. في تلك الاستراحة المسروقة، ليلة لعبة البلياردو وفوز الصغير على والده المبتسم، كانت صدمتي كبيرة، فالآباء وبكل طبيعية يشاركون أطفالهم ألعاباً محرّمة!

 كانت الحياة ثلاث كلمات فقط: أكل، نوم ودراسة. ليس في قاموس الأهل كلمة ترفيه، سوى حضور ساعة كانت مخصصة لأفلام الكرتون عند الظهيرة، زيارة الأقارب في القرية يوم العطلة ومن ثمّ زيارة أضرحة الأولياء الصالحين التي تعشقهم أمي

تذكرت كيف كنا ندخل ونخرج من صالة البلياردو المعتمة، في قبو رطب ونتن في حيّنا، عندما كنا في المرحلة الابتدائية في الثمانينيات من سوريا، الضيّقة على كل شيء، كان الأمر أشبه بالتسلّل إلى وكر عصابة، أو الدخول إلى بيت دعارة. كنا نعود إلى بيوتنا ملوثين بالذنب والخطيئة، لكننا فرحون بانتصار وحيد، لا يخص المنافسة على الكرة السوداء في ضربة مدهشة، حيث تتدحرج نحو حفرتها الأخيرة لتحسم الفوز… كان انتصارنا الوحيد الذي نعوّل عليه ببساطة: ألا يلمحنا أحد من الأهل أو الجيران بينما نخرج من وكر المتعة والرذيلة.

سرقتُ قلم ديمة، زميلتي في الصف السادس. يومها أعطاني أبي ثمن قلم جديد أظن أنه يكفي ليكون أجر وقت أطول في الصالة، في اليوم التالي سُرق القلم من حقيبتي، لا أحد في الكون يستطيع اكتشاف السارق لكنك تستطيع التخمين، إنه شخص يشبهك تماماً، اليوم في الصالة سيُغدق على رفاقه، ويدعوهم ليلعبوا “game” إضافي على غير العادة.

 كانت الحياة ثلاث كلمات فقط: أكل، نوم ودراسة. ليس في قاموس الأهل كلمة ترفيه، سوى حضور ساعة كانت مخصصة لأفلام الكرتون عند الظهيرة، زيارة الأقارب في القرية يوم العطلة ومن ثمّ زيارة أضرحة الأولياء الصالحين التي تعشقهم أمي، أولئك الذين، ولفترة طويلة، كنت أعتقد أنهم أعلى شأناً ومقدرة من الله نفسه.

لماذا لم يلعب أبي مع أولاده؟ فلنفترض جدلاً أنه يعتبر أن أية لعبة تحتاج المال هي مضيعة للوقت والمال معاً، وهي مجرد عملية نصب يقوم بها صاحب الصالة على أولاد الحي، ماذا عن باقي الألعاب المجانية، الألعاب المنزلية البسيطة؟!

مقالات ذات صلة

 

لماذا لم يكن الآباء في حيّنا يلعبون مع أولادهم، هل كان العمل يرهقهم إلى هذا الحد؟ هل كان الفقر يجعلهم في أوقات فراغهم مجرد آلات مطفأة أو معطلة، ساهمين في دخان سجائرهم وفي خبز اليوم التالي؟ هل كانت ثقافة التربية آنذاك تمنعهم من مشاركة أولادهم اللعب، خوف كسر الحواجز وحفر الأولاد لصخرة الأبوة القاسية، تلك الصلابة التي كانوا يفترضون أنها كفيلة بصنع رجال المستقبل الصعب؟

نعم في تلك الأوقات المعتمة من سوريا الضيّقة على كل شيء، علّمتهم الأحزاب النضالية بأنواعها، ذات الرايات التي لا تخلو من لون الدم، والشعارات التي تحمل قبضات مضمومة وغاضبة وسلاسل مخلوعة، الأحزاب الطامحة إلى مشهد الانقلاب الدائم، استلام زمام السلطة ومسك ميكروفون إذاعة البلد من أجل البيان الأول، علمتهم أن لا شيء يأتي بسهولة، بل كل شيء يحتاج إلى قوة (شكيمة) – كانت تعجبهم هذه المفردة- والنضال الذي لا يرتاح أبداً، وأن الخشونة تحتاج إلى تربية وبناء وصناعة ولا يمكن الاستغناء عنها. علمتهم الأحزاب النضالية كل هذا، رغم أنهم يوماً لم يكونوا إلا ورقها المحروق. لم يكن المجتمع السوري حين كنا صغاراً إلا ثكنة ممتدة كبرنا فيها. كل بيت كان ثكنة، كل أب كان عسكرياً، وإن كان نجاراً أو سماناً أو يعمل في أي مهنة كانت، حتى ثياب النوم كانت موحّدة، بأحجام مختلفة.

علمتهم الأحزاب النضالية والعسكرة أن الترفيه يجب اجتثاثه، ولا مكان هنا إلا للجدية والصرامة والنضال، وأن الألوان موجة إمبريالية مفسدة للروح الوطنية، وأن الكاكي، أو القاتم بالعموم، هو سيد الألوان

علمتهم الأحزاب النضالية والعسكرة أن الترفيه يجب اجتثاثه، ولا مكان هنا إلا للجدية والصرامة والنضال، وأن الألوان موجة إمبريالية مفسدة للروح الوطنية، وأن الكاكي، أو القاتم بالعموم، هو سيد الألوان. 

انقلب رفيقي في العمل على ظهره من الضحك وظنني مخبولاً، حين رددت بكل جدية: “كنت بالمدرسة”، على سؤاله: “وين كنت من شي نص ساعة، عم يسأل عنك الميتر وفي ألف زبون بالصالة؟”.

لم يكن من السهل أن أشرح له أنني حين رددت عليه بجملة “كنت بالمدرسة” بينما أرتجف، أنني حينها كنت ساهياً، أجيب أبي على سؤاله الذي كرّره ألف مرة في جلسة تحقيق قديمة وطويلة، عقب معرفته مصادفة من عصفور قذر وواشٍ، أنني كنت في صالة البلياردو.

المصدر : رصيف 22

أقرأ أيضاً

  • الكائن،
    بواسطة احمد ابراهيم
    26.06.2025

    ماذا لو كان غزو العقول ممكناً.

    ليس مطلوباً من القارئ أن يطرق أبواب الفلسفة في كل مرة يفتح فيها كتاباً، _أحياناً، يحتاج العقل إلى هدنة، إلى خيال يروّح عنه دون أن يغيب تماماً عن السؤال العميق. من هنا، جاءت قراءتي لرواية (الكائن) لفريدريك براون. لم أكن أعلم عن مضمونها شيئًا حين وقعت عيناي على عنوانها، لكن شيئاً خفياً وراء العنوان دفعني للبحث داخل صفحاته .
    ( الكائن) أوحى لي بأنه ليس كائناً عادياً ، ولا حتى بشرياً كما استنتجت من العنوان في بادئ الأمر.
    مع الصفحات الأولى، تسرب إليّ طيف من ذكريات الطفولة؛ الخيال العلمي الذي كان ذات يوم امتدادً
    لحكايات الليل و الأساطير.

    ( في قلب الرواية ومعناها)

    الرواية تحكي عن كائن قادم من عالم آخر، لا يغزو الأرض بأسلحة أو مركبات، بل يتسلل إلى الأذهان، يتحكم بالبشر عبر جهاز عقلي غامض. هذا الشكل من الغزو — غير محسوس، وغير مرئي — يجعل من الرواية تأملاً خفياً في فقدان الذات. الجسد هنا لا قيمة له ما دام العقل مستلباً، بمعنى آخر مسلوب الإرادة يأتمر بأوامر الكائن، وينفّذ ما يريد. وهنا يكون الخير والشر، مختلفاً في معناه الذي نعرفه. إذ أننا لا نتحكم بأفعالنا و اقوالنا.
    من خلال هذا الكائن، لا يطرح براون فكرة الخطر الخارجي فحسب، بل يصور كيف يمكن للـ”آخر” أن يعيش في داخلنا. إنه استعمار داخلي، أشبه بما تفعله الإيديولوجيات أو وسائل الإعلام أو حتى رغباتنا المكبوتة حين تتحكم بنا من دون وعي.
    رغم بساطة الأسلوب وسلاسة السرد، لا يمكن تجاهل العمق الكامن تحت هذا الغلاف الخيالي. “الكائن” ليست فقط رواية عن مخلوق فضائي، بل عن الإنسان نفسه حين يُجرد من اختياره، كأنه روبوت مبرمج وفق نظام معين، غزو العقل لا يحتاج إلى كائن خارجي كما في مضمون الرواية، مانراه اليوم من الإعلانات، والأفكار المتطرفة من قبل جماعات مسلحة، أو أفكار منافية للفطرة السليمة المجّملة بعناوين حضارية هي أشد فتكاً بالعقل، وخاصة للأجيال القادمة في ضوء هذا الانفجار الهائل للشبكة العنكبوتية، وتفشي الجهل والحروب في شتى بقاع الأرض.

    ( القراءة الخفيفة الظل كما أحب تسميتها)

    نجيب محفوظ كان يقرأ أجاثا كريستي. والعقاد، رغم شدته العقلية، خصص في مكتبته دولاباً لكتب الحشرات. لماذا؟ لأن القراءة ليست فرضاً نخبوياً، بل مساحة حرة للتجول بين العوالم. من حق القارئ أن يقرأ رواية خفيفة، لكن أيضاً من حق الرواية الخفيفة أن تُدهشنا وتطرح الأسئلة الصعبة. “الكائن” تفعل هذا تماماً ، دون أن تُثقل على القارئ أو تتكلف في الطرح.
    ختاماً، هناك مقولة سمعتها ذات مرة تقول، لا يخلو أي كتاب من فائدة مهما بلغ من الرداءة. 

  • الحرب الإسرائيلية – الإيرانية… شرق أوسط جديد
    بواسطة ROMAV
    26.06.2025

    فرهاد حبش

    جملة كرّرها كلٌّ من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال الحرب الإسرائيلية ضد عدوّها اللدود، إيران، حيث أكّدا أن الشرق الأوسط يتّجه نحو تغيير جذري بعد سقوط النظام الإيراني بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي. لكن، ما طبيعة هذا التغيير؟ هل ستتغير الخرائط؟ أم الأيديولوجيات المرتبطة بها؟ هل ستتبدل أنظمة الحكم في دول الشرق الأوسط؟ أم أن المنطقة ستشهد إصلاحات عميقة في الأنظمة السياسية، ولا سيما في الدول الإسلامية المتشددة؟ أم أن الشرق الأوسط مقبل على فوضى أكبر (Anarchy)؟ أو ربما نحن أمام إعادة تشكيل نظام إقليمي جديد؟

    لقد بدأت ملامح هذا التحوُّل البارز في الشرق الأوسط منذ أحداث 7 أكتوبر، عندما شنّت حركة حماس هجومًا على إسرائيل بدعم وتوجيه إيراني، في محاولة لعرقلة المشروع الاقتصادي الأمريكي – الهندي، الذي يُعدّ منافسًا مباشرًا للمشروع الصيني المعروف بـ«طريق الحرير». وتشير التقديرات إلى أن الصين قد تخسر ما يقارب 40% من استثماراتها في هذا المشروع إذا ما سقط النظام الإيراني أو استمرت حالة عدم الاستقرار. وقد أسفرت تلك الهجمات عن مقتل عدد كبير من قادة حركة حماس، كما توسعت دائرة الحرب إلى الجنوب اللبناني مع حزب الله، حيث قُتل زعيمه، حسن نصر الله، في قصف إسرائيلي دقيق. ترافقت هذه التطوُّرات مع سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر 2024، مما يشير إلى تراجعٍ واضحٍ في النفوذ الإيراني في المنطقة، الذي كان يُمارَس عبر وكلائه في سوريا، ولبنان، وغزة، والعراق، واليمن.

    ومن منظور نظريات العلاقات الدولية، يمكن فهم الحرب الإسرائيلية – الإيرانية في إطار نظرية مجمع الأمن الإقليمي التي طوّرها باري بوزان ضمن «مدرسة كوبنهاغن»، والتي تُعدُّ من أبرز الطروحات الحديثة في دراسات الأمن. تفترض هذه النظرية أن أمن الدول في منطقة معينة مترابط بشكل لا يمكن فصلُه، بحيث تؤثر التهديدات التي تواجهها دولة واحدة على الأمن الإقليمي بأسره.

    في هذا السياق، تتضح مؤشرات التغيير المتسارع في الشرق الأوسط من خلال تراجُع حماس في غزة، وضعف حزب الله في لبنان، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وعندما أعلنت إسرائيل حربًا مفتوحة على إيران، عبر تنفيذ ضربات استراتيجية استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، أصبح واضحًا أن الصراع قد انتقل إلى مرحلة مواجهة مباشرة بين الدولتين.

    كان الهدف من الهجمات الإسرائيلية واضحًا: إضعاف إيران عبر تفكيك وكلائها الإقليميين، بدءًا من حماس، مرورًا بحزب الله، وصولًا إلى إسقاط النظام السوري، إضافة إلى تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية التي تُشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل القومي.

    كل هذه المؤشرات والتحوُّلات توحي أن الشرق الأوسط مقبل على تغييرات تشمل إعادة رسم الخرائط الجيوسياسية، وربما تكرارًا لسيناريو مشابه لاتفاقية سايكس – بيكو. كما قد نشهد ظهور دويلات جديدة، أو دخول المنطقة في مرحلة جديدة من إعادة توازن القوى (Balance of Power)وإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والعسكرية، مما يؤدّي إلى قيام نظام إقليمي جديد تكون فيه إسرائيل القوة الوحيدة المهيمنة، أي في إطار أحادية قطبية إقليميًا.

    لا يمكن إغفال زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى دول الخليج العربي، والتي عقد خلالها صفقات اقتصادية وعسكرية قُدّرت بحوالي 2.6 تريليون دولار، ما يفسّر ربما تحمّل بعض دول الخليج التكلفة العسكرية للهجمات الإسرائيلية على إيران، ولاسيما أن هذه الدول ترى في إيران تهديدًا حقيقيًا، خاصة في حال امتلاكها سلاحًا نوويًا. وكما صرّح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز عام 2023:

    «إذا حصلوا على قنبلة نووية واحدة، فلا بد أن نحصل عليها بالمثل، لأسباب أمنية، ومن أجل توازن القوى في الشرق الأوسط. لكننا لا نريد أن نرى ذلك.»

    أما روسيا وتركيا، فهما لا ترغبان في استمرار الحرب أو في سيطرة أمريكا وإسرائيل الكاملة على ملفات الشرق الأوسط. روسيا، التي فقدت حليفها النظام السوري، لا تريد أن تخسر إيران أيضًا، لأسباب تتعلق بموقعها في النظام الدولي. كما أن استمرار الحرب يخدم موسكو، إذ يغطي على حربها في أوكرانيا. من جهة أخرى، تدرك تركيا أن الحرب الإسرائيلية على إيران قد تعني أن الدور قادم عليها، وأن خسارة إيران ستؤدي إلى اختلال موازين القوى في سوريا والعراق، ما يُضعف نفوذ أنقرة الإقليمي.
    حتى الآن، ما يحدث في الشرق الأوسط يتمثل في:
    1- سقوط النظام السوري – تغيير في الحكم.
    2- تغيّر في الخرائط – زيادة السيطرة الإسرائيلية على الأراضي السورية.
    3- إعادة النظر في النظام الإقليمي – إضعاف أو إسقاط إيران، أحد أبرز الفاعلين في الشرق الأوسط.

    ختاماً، في ظل التوترات والتطورات المتسارعة والمتشابكة في المنطقة، ما سيحدث في المستقبل سيكون له تداعيات كبيرة، سواءً سقط النظام الإيراني أم لم يسقط. التغيير آتٍ لا مفرّ منه

  • الخيانة، مأزق أخلاقي، أم هروب بلا إثم
    بواسطة احمد ابراهيم
    20.06.2025

    قراءة في رواية حياة السيد بيير

    تأليف /جي دي موباسان
    ترجمة : سامي غنيم
    دار تبارك للنشر والتوزيع.
    أحمد إبراهيم.

    في رواية (حياة السيد بيير) ، لا يقدّم لنا موباسان حكاية عادية عن عائلة تخلّ بتركيبتها الأسرار، بل يرسم لوحة شاحبة عن الانهيار الهادئ لهوية رجل. حين يكتشف بيير أن أخاه جان ليس شقيقه البيولوجي ، لا تنهار الأسرة أمامه فجأة، بل يتشقق داخله بالتدريج، كما يتسلل الحزن إلى العظم، لا يعلن عن نفسه مباشرة، بل يتفشى كمرض لا يُرى، وسط نسيّان تام من الأم..
    هنا لا تدور الرواية حول صراع خارجي، بل تتحول الأزمة إلى الداخل، ليقتحم دفئ الأسرة ويحول امانها إلى قلق.
    فبيير لا يخسر أخاه، بل يخسر مرآته. ولا ينكسر فقط لأنه خُدع، بل لأنه أصبح غريباً في عقر داره، ألم بيير كان وجعاً يحمل معنى الصدمة، صدمة القدر، من أكثر شخص يحبه.
    الأم، التي بدت منذ البداية شخصية هادئة، تمثل مأزقاً إنسانياً معقداً، إنها امرأة أحبت رجلاً منحها ما لم يمنحها زوجها، فخانت، لا بدافع الشهوة، بل بدافع الفراغ العاطفي. وها هو موباسان يرينا الخيانة لا بوصفها فعلاً شريراً، بل كاستغاثة للقلب من جفاف الحياة. لقد شعرت بالذنب، نعم، لكنها لم تتبرأ من حبها، لأنها ببساطة لم تتلقَ الحب من شريكها، لم تلق آيةً حقوق زوجية تُشعرها أنها موجودة بين اضلع رجل يحتويها ، فأصبحت أمام مأزق أخلاقي.

    جان، في المقابل، ضحية بلا ذنب، وبيير لا يلومه، لكنه لا يستطيع إلا أن يتألم. الألم الذي نعيشه أحياناً لا يكون عدوانياً ولا عادلاً، بل موجة داخلية تسحقنا ونحن نفهم جيداً أن لا أحد اختارها. وحين يواجه بيير جان بالحقيقة، لا يفعلها بدافع الانتقام، بل كمن يفرغ شيئاً ثقيلاً من داخله. تلك المواجهة كانت اعترافاً أكثر منها إدانة، وقد جائت في غير أوانها.
    ورغم كل ذلك، لا ينهي موباسان روايته بحل، بل بنوع من الهروب النبيل، رحلة بحرية، وعمل كطبيب. لا لأن بيير نسيّ الأمر ، بل لأنه اختار أن يواجه الحياة من جديد، في مكان لا تلاحقه فيه الملامح التي فقدت معناها. السفر هنا لا يعني التخلّي، بل إعادة تعريف الذات، ورحلة تكوين المستقبل المجهول، بجهد فردي، جان نال الحظوة والمال الذي تركه عشيق والدته، صديق العائلة المقّرب ( المارشال) فكانت تلك الهبة لعنة على هذه العائلة وكانت أولى حلقات مسلسل السقوط.
    موباسان لم يكتب عن الخيانة بوصفها سقطة، بل عنها كشرخ في المعنى. لم يُدن، ولم يُبرّئ، بل اكتفى بأن يرفع الغطاء عن الإنسان حين يتعرى أمام حقيقته. وربما كانت أعظم مأساة بيير ليست اكتشافه أن أخاه ليس شقيقه، بل اكتشافه أن كل ما عاشه كان قائماً على الخداع و تصديق صامت، حين تنكسر الثقة، لا تنكسر في الآخر فقط، بل تنكسر في أنفسنا. لاسيما حين تنكسر ليظهر الوجه الحقيقي لأقرب المقربين، البعيدين دوماً عن دائرة الشك.

  • بول أوستر__ عابر المساحات بين الكتابة والقراءة
    بواسطة احمد ابراهيم
    30.05.2025

    احمد ابراهيم

    في كتابه (كيف أصبحت كاتبًا)، الذي هو ثمرة لقاءات متفرقة أجراها أوستر في متحف الفن الحديث في الدنمارك عام 2014، ثم في 2017، تتجلّى أمامنا سيرة ذاتية تختصر حياة كاتب أمريكي استثنائي، عاش داخل الكتب وبين رفوف المكتبات وأروقة النوادي الأدبية، ليصبح إسماً عالمياً امتدت قراءاته من الداخل الأمريكي إلى أوروبا، وتُرجمت أعماله إلى لغات عدة، وكان للعربية نصيب وافر منها.
    (عن القراءة بوصفها حياة)
    كما في مفهوم العقّاد
    من أمتع الكتب في الفحوى والمعنى تلك التي تتحدث عن ذاتها، عن ذلك الفعل الخفي الذي نمارسه وحيدين، لكنه يُخرجنا إلى عوالم لا تحصى. القراءة ليست هواية عابرة، بل هي فن يتطلب التمرين والذائقة والتفكير والاستمرارية. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ، هل تحتاج القراءة إلى خبرة؟ الجواب – رغم ما قد يبدو من تناقض – هو: نعم. فلكل قارئ أسلوبه، لكل عقل طريقته في الالتقاط والهضم، وهذا ما يجعل من تجربة القراءة عملية فريدة، تختلف باختلاف من يمارسها. وللكتّاب الكبار خصوصيتهم في هذا؛ وأوستر من أولئك الذين عاشوا القراءة كفن مُكمّل للكتابة، لا يفصل بينهما شيئ، أشبه بالقطار القديم الذي يتخذ من الفحم وقوداً لدفع محركه.
    (الكتابة: التوأم العميق للقراءة)
    الكتابة ليست نبتة برية تنمو وحدها، بل تُروى من ماء القراءة. يشبّه أوستر عملية الكتابة برحلة في فضاء واسع، أشبه بساحات يمر بها الكاتب خطوة خطوة، كلمة كلمة. وكأن كل كلمة تُكتب تُزيح مسافة، أو تعبُر برًّا آخر من هذه الرحلة الخفية المليئة بالمتاعب الفكرية إن صح وصفها بذلك.
    يقول أوستر واصفاً هذه العملية المرهقة.
    (أظل ماكثًا في الغرفة التي أكتب فيها هذه الكلمات. أضع قدمًا أمام قدم، وكلمة أمام أخرى. مقابل كل خطوة، أضيف كلمة، وكأن هناك دومًا مسافة يجب علي عبورها، مساحة لجسدي في انتقاله. إنها رحلة عبر المساحات، حتى وإن لم أصل إلى مكان، حتى وإن عدتُ حيث بدأت. إنها عبورٌ بين مدن، وخروجٌ من صحارى، وولوج إلى حواف محيطات خيالية، حيث تغرق أفكاري وسط أمواج الواقع القاسية.)

    ويضيف بلمسة جمالية أكثر دقة مرة أخرى
    (أريد أن أعبّر بأبسط طريقة ممكنة. أن أبدأ بما هو أمامي: مشهد طبيعي، شيء قريب مني. كأنني أبحث في هذا الصغير المتناهي عن صورة لحياة أكبر، كأن كل شيء حولي مرتبط بكل شيء آخر، والعالم في مخيلتي لا حدود له، عالم لا تُسبر أغواره بقدر رغبتنا في ذلك.)
    (عن بدايات أوستر)
    من المدهش أن يبدأ حب القراءة لدى أوستر في سن الثامنة، رغم أن والديه لم يتجاوزا الثانوية. كان مختلفًا عنهم؛ مأخوذًا بالكتب وما تحملهُ . وفي سن التاسعة كتب أول قصيدة عن الربيع، وسماها لاحقًا بأسوأ ما كتب، لكنها كانت أول نقطة حبر في مسيرته الطفولية التي امتدت بعدها لسنوات أكثر عطاءٍ.
    (أوستر ومانغويل: قُرّاء يكتبون)
    تشبه تجربة أوستر القرائية في عمقها تلك التي قدّمها الأرجنتيني ألبرتو مانغويل، الكاتب الذي أفرد للقراءة كتبًا خاصة مثل (تاريخ القراءة)، (فن القراءة)، (المكتبة في الليل)، وغيرها. كلاهما جعل من القراءة قضية، لا فعلًا هامشياً.
    (الروائي والتاريخ)
    قال الشاعر والكاتب الكردي عرب حوري (إن الرواية تحتاج إلى وعي تاريخي وكم معرفي بأحداثها لأن الرواية في تركيبتها تعتمد على عنصر التاريخ السردي بطريقة قابلة للهضم لدى القراء) لا مجرد ثقافة عامة. وهذا ما أدركه أوستر، فغاص في التاريخ الأمريكي، لا سيما ذلك المشحون بالصراع العرقي بين السود والبيض. تناول الأحداث لا كمؤرخ، بل كروائي يرغب في تحويل الوقائع إلى سرد ينبض بالحياة.
    (عن أوستر وجميع الكُتّاب في العالم)
    الكاتب الحقّ هو من يناهض العنصرية، يكتب ضدها، ويفضح بنيتها. وأوستر مثال على هذا الوعي الأخلاقي الذي يُحيل الأدب إلى وسيلة لبناء السلام. فالثقافة إن لم تكن مقاومة للعنف، فهي تكرّس صورته. وأوستر، في هذا الكتاب، اختار أن ينحاز للعدالة، للحرية، للسلام للديمقراطية ، لأن للثقافة وجهان إحداها تكرّس العنف والأخرى تقود العالم إلى مرافئ السلام.
    والقراءة ، ليست استهلاكًا للنصوص، بل لقاء حيّ مع الذات والعالم، ولغة تواصل عميقّة.

    مصادر الاقتباسات
    كيف أصبحت كاتباً.. بول أوستر
    منشورات حياة

  • الهوس الجنسي الملعون
    بواسطة حسين علي غالب
    27.02.2023

    روماف – الحياة والمجتمع

    أعتذر مرارا وتكرارا على عنوان موضوعي “لأنه مقزز” ، لأني قرأت الخبر من عدة مصادر و في البداية توقعته خبر كاذب ومزيف ولا صحة له مثل العديد من الأخبار التي أجدها على شبكة الإنترنت على سبيل المثال ، لكن ما أن أكتشفت أنه حقيقي وتعمقت بالتفاصيل شعرت بالتعب والغثيان ، فمجلس النواب الإسباني وافق على “ممارسة الجنس مع الحيوانات طالما لا تؤذيها”..!!

    الخبر لا يحتاج تفصيل وشرح ، وبالتأكيد بقية الدول الأوربية سوف تطبق هذا القرار بل و سوف تبتكر ما هو أغرب منه في الفترة القادمة ،ودائما أتساءل لماذا أصبح موضوع التحرر والهوس الجنسي الشغل الشاغل لعدة دول ، بل ومصيري ومن أسس الديمقراطية..؟؟

    بالنسبة لي وأنا “مواطن بريطاني” ،أجده بسبب الانغلاق الاجتماعي المحيط بحياتهم والتفكك بأبشع صورته ،يضطر البعض ولا أقول الجميع لأنني أرفض التعميم لكي يفرغ مشاعره وطاقته بما هو متاح أمامه ،حتى أنني أذكر صديقا لي أحب زميلته الجامعية وعندما أعلن لها عن حبه لها توقعت أنه يريد أن يمارس العلاقة الجنسية معها فقط لا غير وبعد هذا كل واحدا منهم يذهب في طريقه ، لكن ما أن عرفت أنه يريد الزواج  والاستمرار معها إلى الأبد أغمي عليها من شدة الفرح ، لأن ما قام به صديقي يعتبر شيء نادر الحدوث.

    المصيبة أن بعض العقول لا تدرك أن أساس استمرار البشرية الوحيد هو عبر “علاقة واضحة وعلانية وشرعية “بين “الذكر والأنثى ” ، وكل قوانينهم وابتكاراتهم جلبت عليهم الكوارث ،لأنهم يريدون تغير هذا الأمر .

    بروفسور حسين علي غالب بابان

    أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا

    babanspp@gmail.com

    https://www.facebook.com/babanspp

سلوكيات أباطرة المال ، مدعاةٌ للاحتجاجات
سيرة دونالد ترمب باختصار
0
  • تويتر
  • فيسبوك
  • واتساب
  • تليجرام
السلطةالعسكرةالمجتمع السوريالنظام السوري

ROMAV

مقالات ذات صلة

  • الحرب الإسرائيلية – الإيرانية… شرق أوسط جديد

    الحرب الإسرائيلية – الإيرانية… شرق أوسط جديد

    قراءة 388 فرهاد حبش جملة كرّرها كلٌّ من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي،... الحرب الإسرائيلية – الإيرانية… شرق أوسط جديد
    اقرأ المزيد
  • من المستفيد من الحرب الروسية-الأوكرانية

    من المستفيد من الحرب الروسية-الأوكرانية

    قراءة 219 روماف – رأي Tweets by romav_co إحدى أغبى الحروب في التاريخ المعاصر. الهجوم الروسي-البوتيني على... من المستفيد من الحرب الروسية-الأوكرانية
    اقرأ المزيد
  • الزلازل وقابلية الحل في سورية

    الزلازل وقابلية الحل في سورية

    قراءة 202 روماف – رأي زلزال الطبيعة الذي ضرب جنوب تركيا، وشمال غرب سورية، وامتدت تأثيراته إلى لبنان والأردن... الزلازل وقابلية الحل في سورية
    اقرأ المزيد

أشهر الكتاب

  • ROMAV (120)
  • عزالدين ملا (58)
  • احمد ابراهيم (5)
  • الكائن،
    26.06.2025
  • من تمنطق فقد تزندق !!!
    18.11.2020
  • عامودا تبرعت للجزائر بجيل من أبنائها ولكن…
    19.11.2020
  • الرئيسية

  • رأي

  • ثقافة

  • شعر

  • الحياة والمجتمع

  • أخبار

  • تقارير

  • فن

  • رياضة

  • حوارات

  • فيديو

  • Twitter
  • Facebook
  • Instagram
  • YouTube
  • Telegram Broadcast
  • RSS
جميع حقوق النشر محفوظة 2022

  • تويتر
  • فيسبوك
  • واتساب
  • تليجرام