كُتّاب الجهات الأربعة

روماف – رأي

خالد إبراهيم

بعد عشرات الأعوام من التضحية والعمل الدؤوب لنيل استحقاقات سياسية وعسكرية ولتصب في المنحى القومي الكردستاني، يأتي اليوم لنرى فيه بعض الوجوه التي تدعي الحيادية السياسية، والنظر بعين واحدة غير مسؤولة عما يجري على أرض الواقع خصوصاً منذ العام الأول من اندلاع الحرب على الشعب السوري بشقيه العربي والكردي.
بأي حقٍ ومن أي زاوية يمكننا أن نضع أو نصنف ثلّة من عملاء ومأجوري كرد تركيا المنتشرين على جبال قنديل وعلى أراضي كردستان سوريا والذين يتحكمون بمصير جزأين من كردستان المقسمة الأول كردستان تركيا والثاني كردستان سوريا بالتوازي مع حلمهم الأبدي لخرق نظام السلطة والأمن والاستقرار في حكومة إقليم كردستان العراق.

 

 

حيث يكتب بعض مصاصي الأقلام والأحلام ومطبلي الردح الصدئ، إن ما حدث في إغلاق معبر سيمالكا ليس سوى صراع بين حزبين أو طرفين متناقضين ومتضاربين، أي بالمعنى الأصح حيث يمكننا تصنيف مثل هذا الكلام إلى ( أزمة تجار حروب ).
أن من يمتلك الضمير القومي الكردستاني الحي لا يمكنه أن يضع الطرف المأجور والقاتل بخانة المضحي سنواتٍ طِوال لاستحقاقات شعبٍ يعيش على أرضه التاريخية، وإن ما قدمه البارزاني وما زال يقدمه حتى ما قبل إعلان جمهورية مهاباد، أول جمهورية كردية في التاريخ، خير دليل على أصالة جذوره القومية ومتانة إرثه النضالي الذي لا غبار عليه.
في هذا التاريخ الذي كان يمتلئ  بالدماء وجثث الشهداء، أين كان حزب العمال الكردستاني؟
ويمكنني وبكل قوة أن أصنف هذا الحزب ( PKK) حزب الدخيل السياسي، أو حزب الحشوة الضارة لكسر الثورات وتمييعها.
في الأيام الأخيرة كان في المشهد الكردستاني ولا يزال أمام الأعين إغلاق معبر سيمالكا، حيث قام الكثير من الباحثين في الشؤون السياسية والعسكرية والكثير من كتّاب الطبقة المخملية وكتّاب القطعة بعشرة، والكتّاب الخردة بلزق التهم واللوم على حكومة إقليم كردستان العراق، وبدأ الجميع يحمل هذه الحكومة تداعيات الجوع والبرد ونقص الخبز ومادة المازوت وكأن حالة صدّ هذه التداعيات مطلوبة من حكومة الإقليم، ولم أكن أدري أن من يحكمنا ويرأسنا ويتحدث باسم روج آفا هم سيادة حكومة الإقليم.
إذا أتساءل:
 ماذا يفعلون كوادر حزب العمال الكردستاني التركي في كردستان سوريا؟
 الأتراك ماذا يفعلون في كردستان سوريا، وتحديدا في قامشلو؟
من هذا الذي أرسل ببعض الشباب الطيَّش إلى الحدود مع كردستان العراق؟
من هذا الذي زج بخيرة شبابنا في معارك لم تكن ضدنا؟
من هذا الذي جعل في كل منزل في كردستان سوريا قتيل ومعاق ومفقود؟
من هذا الذي تاجر بدماء أبنائنا وقبض على كل شهيد آلاف الدولارات من الأمريكان إبان الحرب على تنظيم داعش؟
حكومة إقليم كردستان ليست مسؤولة عن انقطاع التيار الكهربائي، وإن كان من حقنا المحاسبة، يجب أن نحاسب بمن يتجار بنا، ( سلطة الأمر الواقع)، حيث بإمكانها شراء مولدة كهرباء لكل مدينة ولكل منطقة وقرية أيضاً.
هل ينقصها المال؟ وهي التي تلعب على حزمة من الحبال المخابراتية، والتحكم بمصير المعبر ووارداته المالية منذ سنوات حتى الأن، واردات النفط، الحبوب، القطن، ثمن الأسلحة التي تُباع وتشترى، ثمن التنكيل بهذا الشعب على مر سنوات.
حكومة الإقليم ليست مسؤولة عن أزمة الأفران، أو قلة مادة الطحين، ولم يكن جيش البيشمركة موجوداً يحمي الأرض عندما تم إحراق حقول الحنطة لدى أغلب المزارعين ولا  عندما بدأ العملاء بسحل القاطرات المعبئة بالحنطة والشعير باتجاه دمشق أو الساحل السوري، خيرات هذه القاطرات كانت كفيلة اليوم لسد جوع الأطفال وتوفير مادة الحليب لهم، ولطالما أرسلت حكومة الإقليم مساعدات كسلات غذائية ومنها مادة الطحين، وكان أنصار حزب العمال الكردستاني يخفي صور الخالد الملا مصطفى البارزاني من على أكياس الدقيق، ولم يكتفوا بهذا فقط، بل كانوا يدعسون على الصور، وأنا كنتُ في أحدى اللجان التي تشكلت يومها بين المجلسين لتوزيع المساعدات للناس، ورأيت كل ما هو مثير للدهشة.
 حكومة الإقليم ليست مسؤولة عن البرد الذي يصفع الأجساد والمنازل الطينية، ولم تبيع النفط الخام للنظام السوري ولا لتنظيم داعش في السوق السوداء، حيث كان بإمكانها  أنشاء المصانع لتصفية المادة الخام وتقديمه للناس بسعر رمزي إن أرادوا.
أين هي المحاسبة، ومن يجب محاسبته اليوم؟
وأين كانت هذه الأقلام التي تهاجم الإقليم وتتخذ من إغلاق المعبر شماعة لإلصاق التهم الباطلة ولجعل الإدارة الذاتية وقسد ومسد وفسد بمستوى إقليم كردستان إداريا وسياسياً وعسكرياً وحتى قومياً.
أقول لهؤلاء الباحثين والكتّاب، كتّاب الرأفة والخيال الأوجلاني الخارق الواسع
من المعيب أن تحملوا أقلاماً بعد اليوم
شارك المقال

مقالات أخرى