أنا شخصٌ مهزوم يا إيفا..

روماف – ثقافة

لمى أبو لطيفة / الأردن

لا تُحبينني، ولا تورطي نفسك بصلابتي..

امرأة مثلك تستحق أن تُحَبّ كما لم تُحَب امرأة من قبل

ما الذي قد تجنيه من حُبّ رجل لا يملك شيئًا ليخسره؟

لا يخاف.. لأنّ لا دوافع عنده لذلك

ولا يتكلم أبدًا وإن حدّث التهمتْ “التأتأة” خطابه من شدة تدافع الكلمات المُكدّسة في قلبه،

يملكُ عينًا بيضاء بلا دمع فلا يبكي، أتتخيلين قباحة رجل ميؤوس من دمعه ومحروم من النعمة الأشد رأفة في تاريخ البشرية!!

قبلك.. كنتُ عاشقًا بقلبٍ ناريّ غنيتُ للمرأة الوحيدة التي أحببتُها وضحكنا معًا في الطرقات وطبعتُ قبلة على كتفها أمام جموع من الناس ما كنتُ آبهًا لوجودهم لولا أن نبهتني

وصرتُ لها “أراجوزًا” مُبهجًا محاولًِا امتصاص كل الحزن الذي فيها، وارتكبتُ معها ولأجلها كل الحماقات والمغامرات ومع ذلك خذلتني.. وألقتْ بنفسها بين يديّ رجل أبعد قلبه عنها آلاف المرات وما اشتراها وحبها ولا خاطرها بفرنك واحدٍ.

ويُخالُ إليها بأنها لو رمت أمامي صورة تجمعها به سوف تجعلني أجُن أو أن تردّ اعتبارها لذاتها بغرورها المفضوح غير المجدي والأشبه بمحاولة ضرب أعورٍ على عينه ظنًا أن هذا قد يُحدِث فرقًا جَللًا بالأذى!

مسٌّ لعين هذا الذي فيّ، خَدَر ُالمهزومين الذي يجعلني أستثقل أن أمدّ يدي لمصافحة الحبّ خوفًا من أن أحتكّ بدفء الغزل والمدح..وكلمات التعاطف والتشجيع فأُجرح مما هو أرقّ!

لا أقصد أن أحمّلك ذنب ما مررتُ به،ولا ذنب امرأة سلّطها الله على نفسها وعليّ وخسرتْ ماخسرتْ قبل أن تَفقدني وتُفقِدني، وإنما أحميكِ مني؛لئلا أسكُبَ عليك غير واعيًا عُقدي ووَجعي من حُب امرأة شبه ميّتة،لا أعرفُ إن كنتُ أنتظر رجوعها كما السابق، لكنني أعرفُ أنني ما عدتُ صالحًا

لأحد غيرها ولا بعدها!

من حقك أن تعيشي العُمر بطريقة صحية، تتشاركين

الفرح “والدهشة” مع شخصٍ عاقل عطوف جميل لا تتلبسّه العفاريت كلّما تذّكر ما حدث!

تتباهين بنضارة وجهه وضحكاته، لا أن تبدئي نهاراتك بوجهٍ منطفئ ولا أن تقضي ليالي الحُب الحميمة مع شخصٍ مثلي مُشبَعٌ جسدهُ برائحة عطر امرأة أحبها ذات حظٍ بالحُب أغبَرٍ وعاثر.

ثم أنك أنثى ناعمة تعاني من “التريبوفوبيا”

إلى أيّ حدٍّ ستتحلينَ بالشجاعة والعافية

ومن أينَ سأجيء أنا بالأمل لكي تلتفتي إلى قلبٍ مملوء بالنخاريب وملفوحٍ “بالهوى” كقلبي!!

لمى أبو لطيفة

كاتبة مسرحية من أصل فلسطيني وتحمل الجنسية الأردنية لها العديد من المسرحيات المعروضة في مسارح مدينة الناصرة، عمان وبلغراد الصربية وأبو ظبي أبرزها مسرحية يد خضراء والحنين، خطوة لورا وبتوصل، أثناسيوس، وأميرة صربيا، ووطن بالهوا، وآخرها مسرحية "حين ذبحتِ الهوى" إضافة إلي العديد من المقالات والنصوص المنشورة في مجلات وصُحُف محلية وإقليمية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى