جذور العشق

روماف – شعر

عبد الجابر حبيب

 

(في غفوة الحُب أراد الكره أن يتسلل إلى القلب
فهل تمكن من ذلك..؟ أم كان القلب محصناً لكل طارئٍ …)

في ليلة مباركة
زارنا ملاك الرحمة بعد غياب
والقمر يشع بنوره
على أسطح مديتنا النائمة بسبات
ثار الحقد الدفين في روح إبليس
فَثار وماج
وأقسم لشياطين الجن والإنس
أن يشعل نار الفتنة بين الأحباب
وأن يرسل الغربان إلى مدينة السلام
ناسياً أن عصافير الجنة ملأت الحدائق
والحمائم البيضاء ترفرف في سمائها
ناسياً أن الحبَّ عنوانٌ لكلِّ قادم إلينا
من شتى الدروب …من شتى المدائن
فهذا يناديها قامشلي مدينة العشق
وذاك يناديها قامشلو باچاري أڤيني
سيهزم مَنْ أراد قتل أفراحنا
سيهزم من أراد قتل الحُبَّ فينا
تباً لذلك الذي أشعل فتيل الفتنة يوماً
لن تفلح نواياك الخبيثة أبداً
أتدري لماذا ؟
أمهات المدينة
يرضعن صغارهن
حليب النقاء والصفاء
يدرّبن صغارهن زراعة الياسمين
في كل حديقة
في كل شارع
في كل مدرسة
فترى القلوب تفوح بعطر الإيمان
بالله …والإنسان … والإخاء …
قُلْ للزنابير:
حدائقنا للنحل والفراشات
لا لزراعة الألغام
هذا الهلال فوق منابر المسجد
وذاك الصليب فوق قبة الكنيسة
إنهما لاينامان …
يحرسان مدينتا بالدعاء
أيها القادم من زوبعة الشرِّ
ارحل بنواياك بعيداً …
في أرواحنا تعمقت جذور الضوء
هيهات للظلام
أن يتسلل من نوافذ مدينتا
انظر إلى لقمر
فمازال يشع بنوره في أرجاء القلوب
في أرجاء مدينة قامشلي/ قامشلو
عذراً
لايفرّقنا حرفٌ
ولا المئات من رسائل الحقد
أيها اللاعب بالنار
لن تحرق سوى جسدك … سوى بغضك…
فمازال الأطفال عندنا
يلعبون
لعبة الزهرات الثلاث

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى