وليد حاج عبدالقادر / دبي
أن ترتكز أية مجموعةٍ على منظومةٍ تسعى بكلّ إمكاناتها فتسخّرها لتطويع المحيط، وعلى هدي ذات القطيعية التي شخّصها ببراعة الرائع غوستاف لوبون في مقولته (إنّ الشيء الذي يهيمن على روح الجماهير ليس الحاجة إلى الحرية وإنما إلى العبودية . وذلك أنّ ظمأها للطاعة يجعلها تخضع غرائزياً لمَن يعلن بأنه زعيمٌ لها..).
– ترجمة هاشم صالح صفحه 44 من كتاب سيكولوجية الجماهير . –
وخلاصة القول:
إنّ قضايا الشعوب والدول القوموية ليست عجينة للخبز أو الكعك فنؤشكلها وفق تصوّراتنا … أن نخلط بين بعضٍ من المفاهيم الماركسية والتشكّلات الدولانية التي بُنِيت على طبقاتٍ من الصراع البنيوي لتصل إلى ماهي عليه، ولكنها بالرغم من كلّ ذلك ما سعت مطلقاً إلى النفي الوجودي وبالتالي الجبر التعسّفي بإلغاء الصبغة التأريخية لموقع / بيئة / منطقةٍ ما … أن نلغي مثلاً كُردستان كوطنٍ أو أن نقابلها بإقرارية الجمهورية العربية السورية وبالتالي قبول اسم الدولة التركية كاسمٍ لقوميةٍ ، وكذلك إيران التي اختُزِلت كمصطلحٍ فارسي خاص وكذا حتى العراق بمفهومه ومعناه العروبي ولن أذكر فرنسا وبريطانيا و ألمانيا ووووو الخ …
هذه السايكولوجية التي تسلّلت إلى غالبية التجمّعات والأحزاب الراديكالية وأفرزت تلكم القطعان التي تُقاد عبر أنفاقٍ فكرية متناقضة دائما وتنفي بعضها وبزاويةٍ حادة لما قبلها ، ومع ذلك يساير القطيع ذبذبات الانحراف في جذبٍ يوازي الاندهاش الصوفي وطرائق حلقيات الدروايش ويّقاد بخطٍ مستقيم صوب ما يخطّط لها ، وباختصارٍ يمكننا استذكار مشاريع استقلال كُردستان واتّهام ما دونه من البرامج المخالفة بشتى وأشنع التوصيفات ، ولنصل إلى تصريحات – تورسل آيدوغان – / قيادية في حزب الشعوب / ومقولتها بأنّ أمريكا وبربطانيا تريدان دولة كُردستان أمّا السيد اوجلان وحزب العمال فهم لا يريدونها وهم مَن يقف في وجهها ../
وعليه ألا يمكننا ملاحظة أنه : عندما تنحاز أية عقائديةٍ إلى الكيدية في التعامل والمنهجية في بتر المخالف وتسعى في كلّ ممارساتها الموتورة عكساً والمرتدّة إليها سلباً مرتكزةً بالأساس على أنماطٍ من الديكورات، تحاول تبرير أو ترويج نمطيتها فهي في المحصّلة أدرى من الجميع بمدى مأزقها البنيوي من جهةٍ، وتفصح بلا أدنى شكٍّ في حالتنا الكُردية بأنّ هناك أمورٌ عميقة جداً وممهورةٌ لا فقط بخاتم سليمان وإنما بالبصمة الوراثية، وإلّا فإننا أمام أمورٍ باتت كالنعامة تصرّح بحقيقتها : .. التفريغ الذي سيصبح من حقّنا نعتها بالممنهَج و .. قطع التواصل أو حلم العودة وأيضاً بطرائق ممنهَجة .. ويمكننا ملاحظة ذلك ببساطةٍ وأيضاً في واحدةٍ من منتجات pkk أنّ الفوقية الممارَسة من قبل تف – دم في كلّ وظائفها ومهامها ! توحي بأنها نتاجٌ عملي لرؤيتها بأنّ تف – دم هي الشعب والشعب هو – تف دم والباقي مجرّد أقراط زينةٍ لا أكثر ؟! الأمر الذي يصرخ بسؤاله هل يُفترَض بالكُرد حماية حدود الدول والحرب الضروس لأمةٍ ديمقراطية تحمي جميع الحدود على أنقاض الدولة القومية الكُردية، وأعني بها كُردستان .
إنّ مَن يعيش على الديماغوجيا ستطيح به ذاتها الديماغوجيا ، ومَن كانت المبالغة والتحوير داؤه فهي دواؤه أيضاً !! ..
وهنا وإن كنت لست من الباطنية بشيء إلا أنني أعلم كُردستانية كثيرين ممَّن هم في صفوف PKK ومن هنا بقي أملنا وكان كبيراً في تجاوزهم لعقلية الحوذة ؟!! العقائدية المسيّرة لدى الأقلية المتسلّطة وبكلّ أسفٍ !! ..
هذا الأمر بالذات أ وليست هي عملية إلهاء منظّمة لأكبر جزءٍ كُردستانيٍ و أضخم قاعدةٍ بشرية يفترص أنهم كُرد ؟!
هل هي ماسحاتٌ للعقلية السفربرلكية ونمطية دولة بوطان وبهدينان وصراخ أولاد عمومتنا / غداً أو بعد غدٍ ستُزاح الحدود / وها قد مضى على ذلك أكثر من ثلاثة عقودٍ ، ولتُشطَب بالكامل من الذهنية ، لا بل وتُعتبَر فعلاً استعمارياً ! والسؤال المدوي سيبقى هو ذاته : إذن ماهو توصيف مَن لبُّوا نداء ذلك الواجب حينها؟
وعليه ! فلطالما الدولة القومية أضحت موضةً قديمة والمطالبة بتغيير الخرائط عبثٌ وخلطٌ غير مبرّرٍ بالجغرافيا و … باتت فينا الأممية البروليتارية في القبو السابع تحت تعفيس وضربات ما سُمِيت ظلماً بدكتاتورية البروليتاريا والآن ! تحت أية يافطةٍ تدخلون وتشكّلون وتنفّذون كما تقرّرون ؟
و كم من منصّةٍ ومؤتمرٍ ووو وبرسالةٍ من تحت – الماء – يتشتّت فيكم الجهد الفكري والعملي إلى ماحٍ لأفكار الأمس وشارحٍ للمستجد الذي عمره ما اكتمل شرحه، وإذ بفرمان نفيه وإلغائه قد اتُّخِذ ! ياللتجريبية حقاً حينما يرى أيُّ كان المحيط بناسِه حقلاً خاصاً به يمارس فيه كلّ هواياته ! .
إنّ الصعلكة الشعبوية وبلبوسٍ قيادي هي عينها الكوليرا السياسية ، وعليه فلا غروَ أن تسخّر قلمك كمدفعٍ رشّاشٍ فترضي هوساً لا قناعات فتطيح بتركيبات ما تبقّى لك من خلايا مخيخ مؤجّر.
أن نقرأ الحقد فقط كنتاجٍ مؤكّدٍ للشماتة ، حينها سيكون لامفرّ من أن تكون متلازمة الحقد والشماتة ليست سوى العنوان الأبرز لسيكولوجية الإنسان المقهور وكالمرياع عصا أو جرس ينقاد بهما وراء حمارٍ أو بغلٍ وما شابه ! وهو قد تسلطن – اصطهاجاً – رغم سذاجته و : عدم إدراكه في الذي يمارسه أو إلى أين هو ذاهب ؟
عندما يُكذّب القيادي ويأتي بحركاتٍ حتى الطفل يفهمها ، ويختمها القطيع وبمرياعيةٍ يبصمها ، حينها يحقّ لذلك القيادي أن يتسلطن و يتسرطن والأمر الوحيد الذي يمنهج لها هو بقاء القطيع في دوامة أنّ الثورات لم تمنع ممارسة النقد بكلّ أشكاله عدا الشرعية الثورية التي استُغلّت ولم تزل عند غيرهم كعنفٍ ثوري يتساوى بفتاوى السفهاء ، وعليه يبقى القرار – أيّ قرارٍ – مغلّفاً بلبوسٍ راديكالي .
وخلاصة القول:
إنّ قضايا الشعوب والدول القوموية ليست عجينة للخبز أو الكعك فنؤشكلها وفق تصوّراتنا … أن نخلط بين بعضٍ من المفاهيم الماركسية والتشكّلات الدولانية التي بُنِيت على طبقاتٍ من الصراع البنيوي لتصل إلى ماهي عليه، ولكنها بالرغم من كلّ ذلك ما سعت مطلقاً إلى النفي الوجودي وبالتالي الجبر التعسّفي بإلغاء الصبغة التأريخية لموقع / بيئة / منطقةٍ ما … أن نلغي مثلاً كُردستان كوطنٍ أو أن نقابلها بإقرارية الجمهورية العربية السورية وبالتالي قبول اسم الدولة التركية كاسمٍ لقوميةٍ ، وكذلك إيران التي اختُزِلت كمصطلحٍ فارسي خاص وكذا حتى العراق بمفهومه ومعناه العروبي ولن أذكر فرنسا وبريطانيا و ألمانيا ووووو الخ …
وبصراحةٍ هذه الظاهرة التي لا تتواءم إنْ مع الأممية ولا مع مشروع الشرق الأوسط وبالتالي وهذا هو الأهم هي مجرد قداسةٍ مطوّبةٍ لسيادة الدول القومية وقداسة الحدود الجغرافية وتسويق مجاني لإمر مجاني فيبدو كحالة القمر بوجهه المضيء للآخرين والمظلم لذاته … ومتأكّدٌ انا بأنها ستُفشِل كلّ محاولةٍ لطمس أو إلغاء أو استبدال هذا الاسم من الذاكرة الشعبية على قدر تأكّدي من أنّ عشرات الآلاف لم يصعدوا الجبال ويقدّموا دماءهم الطاهرة إلا لأمرٍ أثمن وأغلى وهو حقوق الشعب … كم نستخفّ في تسويقنا بدماء شهدائنا ونقزم من حقوقنا و .. الأخطر : أننا نستخف بعقول أبناء شعبنا