روماف – رأي
ماهر حسن
تحت منطق قول الحقيقة, لا يتجرأ البعض على أن يتفوّه ما يضمره في النفس. يثابر إلى تلفيق كذبة رعناء وعابرة تنقذه من شيطنة أفكاره المعتمة والضالة، يحاول وضع جميع أحزاب كوردستان سوريا في كفة واحدة. ولكن ما يدعو للتمعن ان يعتبر- ان الأحزاب الكوردية فرضت على المجتمع ويطعن فيها بغية تلطيف الأجواء مع أعداء الكورد، وبعد فشل تجربة حزب فرنقعي بجمهور عائلي، كان عبارة عن بسطة على رصيف أمريكي، وفق ذهنيته المشبعة والمشوهة باطروحات تكاد تكون مستحيلة، أو بالأحرى لا وجود لها. ففي جميع المجتمعات وبين جميع الأقوام توجد المنظمات والأحزاب التي لها خلافات وصراعات داخلية . وفي خضم هذا التيه يحاول هذا المثقف المهووس والعدواني المبجل أن يحظى على شعبية واسعة ويقدم نفسه على أنه من أصحاب اللياقة والتهذيب. وكان لا بد من الرد على هذه الظاهرة لرصد خلفياتها, وتعريف القراء وكشف مبتغاهم وهم يحاولون استغلال أقلامهم لتشويه صورة طرف على حساب الاخر، او الحكم على الجاني والمجني عليه وفق مقياس واحد، وانه فوق الحركة الكوردية، وهو بلا تاريخ، ومن المعلوم لا يوجد في رصيده شيء يثني عليه. والاغرب استغلال الظروف المطلوبة لنشر وباءه الفكري، والاستعلاء على الحركة الكوردية بتقديم تهم معيبة. مفبركة ليتساوي الحرامي وصاحب البيت , وكأنما بمقدرة قلمه الضعيف فقط استمالة الرأي الخارجي او تمثيل الكورد في المحافل الدولية. عموماً هذه الظاهرة تجسد أوجه العلاقات وخبايا النفوس والأماني المكبوتة لايجدي نفعا، وصاحبها بعد ان فاته القطار يهيل السام على رأسه على أمل ان يجد لنفسه واغويته مقعدا في فاركونة، دون دفع ثمن التذكرة الا بحبر كاذب ودموع تمساحية.
اللاّفت أن بعض هذا النموذج يلجؤون إلى الكذب والتهجم على الحركة الكوردية، لان ليس لهم رصيد ولا لعوائلهم ولانهم منبوذون بعد ان طرقوا كل الابواب، وليس لهم الا ان يعمقوا الخلافات فيكذبون في تمثيلياتهم الكتابية المخطط لها، بدافع الضغينة او يلفقون القصص غير الواقعية عن الحركة الكوردية لارضاء غرورهم، طبعا وبدافع الأنانية و الغيرة والفشل والافلاس والسعي إلى تقزيم الأحزاب والتقليل من شأنها. حتى يعوّضوا بها عن شعورهم بالنقص ويشبعوا بالتالي كبرياءهم وغرورهم ويتلذذوا بخداع الناس وتقديم الخدمات المجانية للدول الغاصبة لكوردستان . وبالتالي على الرغم من إخفاء أفكارهم وميولهم وتصرفاتهم المناقضة للحقيقة الا من السهل جدا كشفها، ويعتمدون على بعض المصفقين من جيش الأعداء والهدف ذاتي وشخصي وتعويضي عن الفشل والانهزامية.
والسؤال المطروح هو ، اذا كنتم تعتبرون انفسكم من الحراك الثقافي، وتسخرون اقلامكم السطحية في خدمة المجتمع ولكنها لا ترقي الى سوية الاحداث، وتنطلقون من توجهات مطعونة في مصداقيتها وفي تاريخيتكم ونطنطاتكم من محور إلى محور، وتظهرون من خلال محاولات ردم الشرخ بين الأحزاب والخ .. فلماذا هذا التشرذم بحق الحركة الكوردية الأصيلة دون أن تقدموا الدعم والمساندة، الا للاستعراض.
وهل يمكن لكم ان تنكروا دور من تعادونهم من الكورد، رغم إمكانات الحركة الكوردية الضئيلة التي واجهت المتربصين بارضنا في كوردستان سوريا. نحن نعلم ان لكل شيء ثمنه وانتم تعرفون ماتفعلون.
ما لفت انتباهى ايضا هو جحود بعض الكتاب ووقوعهم في مستنقع منظومة PKK، ومحاولة جر البقية من خلال نقد من لم يخطأ كمن يخطأ، وهي لعبة مارسها النظام طويلا ضد الحركة الكوردية ويمد الان شهبندراتها رؤوسهم بعد ان ان ظهرت مؤخراتهم العارية فيحاول البعض منهم الإشارة بأصابع الاتهام والنقد إلى المجلس الوطني، ويعتبرها حقائق تتعلق بصراعات سياسية على السلطة، فيما بين تلك الجهات اي منظومة العمال التركي وفرعها في سوريا، كمحور واحد وبين من يواجهونها ويتصدون لهم من المجلس الوطني.
لا جدال – من حق جميع الكتّاب ان ينتقدوا كل شاردة وواردة، أما محاولات الانتحاريين المأجورين طمس حقائق المنظومة وتزيين جرائمها وعدم ذكرها وتفندها. يوضح درجة السقوط المريع في مستنقع النفاق، وذلك عندما يغض هذا المدعي الطرف عن مطالب عودة المنظومة إلى مهدها في كوردستان تركيا، والكف عن عسكرة وادلجة كل مجتمعنا، وسط سكوت الكثيرين، إما مناصرة وطمعا وإما ــ على الأغلب ــ خوفا منعواقب نقده وإظهار عيوب المنظومة.
هنا ــ مع الأسف ــ يسقط القناع عن وجوه هولاء: فهم يفتشون حقيقة أخطاء المجلس الوطني، لإضعافه او بالاحرى الحديث عن اخطاء متخيلة روجتها المنظومة فتلقفها هؤلاء، بهدف عرقلة نشاطه وفي الوقت نفسه هم يمارسون إخفاء وطمس حقيقة أخطاء وخطايا وبلادات منظومة العمال التركي الذي ينتمون إليها أو يخافون من بطشها.
في جميع الدول عادة ينتقد الكتّاب والمثقفون النظام والسلطة الانتهازية الطامعة فى العطايا والمراكز والوجاهة وليس محاربة المعارضين لهذه السلطة او تبرير وتزوير حقيقة ممارسات بألف حجة وحجة، ولكن في كوردستان سوريا الوضع مختلف تماما وأصبح الضحية اي المجلس الوطني هو الملام والمجرم ومنظومة قنديل هي الضحية من خلال اقلام بعض المنافقين، وسكوتتا عن انتهاكاتهم أو الدفاع التبريري لممارساتهم تحت حجة وذريعة ان المجلس لا يصلح لمواكبة الظروف الصعبة والسياسية.