روماف – ثقافة
1
لستُ وحدي كي أواسيكَ غريبا..
أو أناجيك وحيداً في زوايا الانتظار..
لستُ أدري كيفَ أنّ لكَ في القلبِ ودٌّ
يتجلّى في الأماسي والأماني باحتواءٍ واشتياق..
ليس قدْرك أنْ تكونَ في ابتعادٍ واجتيافٍ
في الزمانِ والمكانِ تستبق بُعد الخوابي
والتواري عنّي باعتبار..
ليت شعري أيُ عقلٍ لا يتأنى في مقامك
عاطياً في الوصف ذمٌ لا اعتذار..
أنتَ تخطيتَ الفواصل وتعدّيتَ المنازل..
والتحقتَ بالقوافل راسِماً سرّ البواسل..
ترتجي معنى التقدم وعناوين الازدهار..
هكذا العنوان كانَ فيه كلّ رسمك يتماهى
مع سَعيك..مع أهدافك وفهمُك باصطبارٍ واقتدار..
2
كنتَ لا تتأرجح عندَ هبّات العواصف..
رابط الجأش بعيداً كلّ بُعدٍ عن مخاوف..
وثباتٍ في العزائم تتصدّر في أسمى المواقف..
شارحاً فن القرارات الجريئة..
مانحاً معنَى التجلّي في مراتب الطليعة..
واقفاً حسنَ المثول بوجوهٍ تقهرُ القوم اللئام..
أهي الأيام التي كنت فيها تتبارى حيثُ ما كنتَ تشاء..
كنتَ تفصح عن لسانٍ ملؤه عذب الكلام..
وحلوه يمنحُ السّمع عطايا بدؤها خير السلام..
كم تمنينا بقاءك وارتقينا ببقائك..
كم تمنينا لقاءك واقتفينا من عطاءك..
ومشينا في دروبٍ نبتغي خيرَ ولائك..
قد عرفناكَ مربّي وجديراً في معاني الذكريات..
3
أرأيتني أمشِي على قدميَّ تائهاً لا أقتفي
أثرَ الكرامِ عطيةً وأنا أنظر إليهم نظرات
تملئ مشاعري غرْفاتٍ المعزّة كرامةً
وأبوحُ عمّا في خاطِري من كلماتٍ أجّلها
وأرنو إلى طبائعك التي كانت في الحقولِ
تُثمرُ ثمراً لهُ طعماً كطعمِ التينِ في البساتينِ
4
ضياءُ الليل ينبعثُ من قمرٍ ونجمٍ..
وانشراحِ النفس تُذهبُ كلّ غمٍ..
وارتقاءِ الروح تتجلى في كل رسمٍ..
تنثر البلسم من جراحات الزمن..
وتداوي النفس من شرارات الفتن..
وتنقد كل ضعيفٍ من زفرات المحن..
لتضفي عليه علامات النّعم والمنن..
5
أتعرفُ شيئاً عمّا يصولُ ويجولُ في خاطري..
لو أبوحُ لكَ وصفاتٍ من صفاتِ العجائبي..
لذهلتَ واضطررت الرحيلَ من عالمٍ غرائبي..
أتصبرُ لساعةٍ حتّى تشاركني همّي كما لو كانت
مشاعري تستشعر ألم ليس بعابرِ
بل متجسدٌ ومتوغل في الزمن الحاضرِ..
الذي يحتاجُ الى كل مقتدرٍ وقادرِ.. كاتب وأكاديمي فلسفي*