روماف – ثقافة
من بين الكتابات التي لمست قلبي هي مقولة كافكا حين قال: “يجب أن يكون هناك شخص واحد على الأقل تلجأ إليه .. حين لا تعلم إلى اين تذهب . .”
دون تردد قلتها لصديقي :
ألجأ إليك حين تقسوا علي الأيام ؟
فمن سيكون معيني إذا قسوت أنت علي
أجاب : بعد أن بتُّ الملاذ استحالة أن أكونه ذلك الذي يخلّ بتعبات من احاطتني بالدفء ومادت بيّ صوب حقول الدهشة وليقيني منه لم ألق بالاً على الجواب، رأيتني طافحة كثمرة معرشة على تلقيه واتدلى من صدر أيامه كتعويذة .
ولاستحالة ذاك الوهم الذي داهمني بغتةً فقد تيممت شطر ضفتيه وبدأت أرتل تفاصيل مناجاتنا
فالحياة مليئة بال ونحن في هذه الرحلة لسنا سوى ناسكين لوبال اختياراتنا في النهاية!
هنا بتنا ندرك مدى حاجتنا لشعور الأمان، ومدى ارتباطنا بمن يعيدنا إلى بيادر الطمأنينة، فنحن بحاجة إلى تلك اليد التي تحطّ على كتفنا لتحمل عنّا أعباء اختلاجات المشاعر والتي تدفعك نحو اليأس .
غالباً ما نسمع هذه الجملة: “سأكون معك مدى الحياة”. ومع ذلك قد لايسعفك الوقت فتنساق مع المجريات فتفقدك اللجام .
أحياناً، يكون اهتمامك الصادق مصدر إزعاج للآخر، ووفاؤك اللامتناهي يمكن أن يفهم بشكل خاطئ على أنه عدم احترام لذاتك وبالطبع الحقيقة ليست كذلك،
لكن العبرة تكمن في المتلقي وليس في المصدر .
الصداقة كنز والحب هبة من الله لا يجازف المرء بها ربما يكون الاهتمام الذي نجده في لحظات ضعفنا أجمل من ألف عبارة حب مصطنعة، فهو كنز لا يُقدَّر بثمن، ويبقى معنا كظل ملائكي.
إياك أن يتلاشى ذلك النور الجميل في نفسك وأحرص على أن تتمسك به بكامل روحك لأنه جدير بالاهتمام، حينها فقط ستجدك تتخبط في ظلال اليأس إن أنت غادرت شواطئه وأهملته كقصيدة قيد الانشاد
النور هو وجود ذاك الشخص الذي يلجأ إليه قلبك في كل الأوقات وهو من أكبر الهبات .