لماذا لم تسألني ؟!

روماف – ثقافة

في هذه الحياة تلتقي بشخص يستحيل عليك أن تتخطاه .

وأنت على دراية تامة بأنه ليس لك .

شخص يمتاز بكل ماتتمناه من الصفات ، هو جزء منك ، بسمة صباحاتك وسر سعادتك ،نعم هو عالمك الجميل لكنه ليس لك .

شخص لن يكون لك ، يشبهك في كل شيءٍ صورة رسمتها في مخيلتك ، تتودد إليه وبذات الوقت تفصلكما قارة من اللقاء .

تعايشه أجمل لحظاتك.. صديقك تارة وحبيب تارة أخرى ومن ثم شخص غريب .

تمضي الأيام ، تدور في عجلتها ووحده القدر يحثك على النبش في جعبتك ، عن ما يجعلك تغض الطرف عنه ولتمسح بذلك تفاصيله من الذاكرة إلا أنك أضعف من أن تسدّ طاقة القدر المستعرة بروحه على روحك فتتذكر تارة أخرى بأنه ليس لك .

أنت لا تمتلك منه إلا بعض اللحظات فأي منطق هو ذاك الذي يسلبك إرادتك في الاختيار ؟

وهنا تقف في منطقة الحياد وتفزع على ارتعاشات قلبك وتتنهد شهيق الرحيل نعم ذاك هو الخيار الوحيد ربما الانسب تتساءل في حيرة .

تقول في قرارة نفسك ربما يكون الانسحاب رغماً هو جلد للروح ودفنها وهي و على قيد الحياة .

تريد العودة الى حيث طفولتك ، إلى بيادر الطمانينة لتزيل عن روحك التعب ولتغطّ في سبات عميق ، كأن تمنح نفسك فرصة التداول للتفكير فيما تورطت به وإلى هذا الحد .

من الوهلة الأولى وملامحك تلازمني حديثك الدافئ الذي ادمنته ، تشاركنا الحزن والشغف معاً ولكن افتنانك شيئاً فشيئاً بات يتلاشى ، لم اعد تلك الأنثى التي اوسمتني اياها ذات عشق ، خلعت عني جلباب الدهشة وتماهيت مع جنون رغباتك .

هو لم يعد يراك جميلة ، لم يعد يفتنه عطرك ، ملمس يدك التي كانت تثير فيه الرغبة بالتحليق .

نعم ماعدت تعنيه كأنثى اصبحت مثل باقي النساء وأنت التي اصطفيته دوناً عن كل الرجال .

إنه قاتلك في الحياة ولاشيء يخفف الم الروح سوى ذلك الصندوق الاسود في قعر الذاكرة .