لمى أبو لطيفة / الأردن
” حتى يحضُر الجواب!
أُحِبُّ هذه المساحة التي تُهبينني إياها دائمًا،
أنتِ التي تؤمنين بالمدى الذي أملكه وأحرسه، هذا الملكوت الذي تقولين لي إنك على أطرافه..
رغم إنك لو عرفتِ ستجدينني شيّدته من قصب سُكر زرعته وحصدته كدًا وصبرًا مما عرفناه معًا!
قرأتُ أمس عن محاولاتك الهشة في النسيان فضحكتُ مرتين
مرة لأنك أعلم مني كيف إنها حِيلٌ بائسة لا تودي لأيّ شيء
ومرة أخرى، لأننا أنا وأنتِ متفقان على إنه ثمة حُبّ روحانيّ لا يحتاج لتلاحم الأجساد والكلام الطويل، ينشأ مما نظنه اللاشيء لجهلنا بماهيته وكيفيته!
وعطفًا على نقاشنا اليوم سأقول لكِ : نعم اعترفتُ أخيرًا إنني غير قادر على إكمال هذا الدرب ليس لشقائه فشقاء الهوى لا يُتعب إلّا الضلوع الرخوة وضلعي كما تعرفين متين، وإنما لأنّ مسافته طويلة ودوراننا في حلقاته المغلقة يُضيّع من الوقت الكثير وهذا تمامًا يشرح ما كنت أقصده حين قلتُ لك إني أحبك بشكل مُريب وغريب، أخاف عليّ وعليك من أن نجلس حول طاولة مُعربين ضمنيًا عن الأسباب التي دعتنا لموعد ننهي فيه ما بيننا!
ليس سهلًا على الإنسان أن يفهم هذا النوع من التلاقي،
ولاهذا الحُب الذي تشعر به فتهرب منه عند أول لحظة مُهرولًا
بجزع المدهوش مما يحسّ ويسمع، يشبه الأمر نزول جبريل على رجل صادق أثناء تأمله مباغتة في غار فيفزعه رغم إنه لم يكن قاصدًا إلّا أن يبشرّه بنبوة!
ثُمّ هل رأيتِ مرة امرئ يرق عجينتين في يد واحدة وواهنة
كيف تريدين لمثل هذا الحدث الجلل أن يكون على أرضنا المادية ويتجسّد دون أن تخدش بكارته عفونة الواقع !!
انظري حتى طريقة شرحي للأمر تبدو لك كدائرة متشابكة بعدة دوائر.. هذه الأُحجية التي لن يحلها إلّا نُسلّم بها كما سلّمنا طوعًا بكُل الغيبيات!
يا امرأة تدعي أن الشمس قادرة على أن تصنع لها ظلًا
لتدوسه!
وتقولين لي حين يحضر الجواب؟
لا تُصدقي إني شخص يطوّع اللغة
لغير جوارحه..
رغم ركاكة الإجابة إلّا أنها حضرت حين حضر
الحُبّ يا حبيبة!
ومن غير الحُب وحاجاته المُلحّة
يدعوننا بمنطقية ناقصة أن نكتب ونُجيب!!