هذه الليلة

روماف – ثقافة

ها أنا أضع يدك على جرحي الأخير،
كي ينام ، لا كي يشفى.
ليس من النبل استخدام قلب لشفاء قلب.
لهذا أصبّ الصمت في حنجرتي
حين يتساءل قلبي،
من أي ضوء خرج هذا الرجل؟
ومن أي فجأة جاء؟!
أمنعه عن حبك كي لا أؤذيه مجددا،
أو أؤذيك!
أرّغب الجرح بالموسيقى والرقص،
أزيّنه للسقوط بين يديك،
وبينما أؤمن بالحب؛
أغمر قلبي بدم جثتي
كي لا يسمعك،
وأغسله بالدمع
كي لا يراك،
ثم أحضنه بالخوف
كي لا يتعلّق بك ..
لكنك تفعل كل شيء بشكل صحيح!
أقول بشكل صحيح ،
وأعني بشكل ساحر.
أقول بشكل ساحر ،
وأقصد بشكل آسر.
أقول بشكل آسر ، ثم أمنعه عنك!
حتى في مواعيدنا
مواعيدَنا غير العاطفية!
مواعيدنا كلّ يوم،
كل يوم بالقليل من الوقت،
كل يوم بالكثير من القهوة ،
بالكثير من العنب،
والكثير من الفضول!
نعيش ترقّبا مغموسا بالصمت الحاني..
ثمّ واخبرني..
مَن يحاول مواعدةَ فتاة مثلي؟!
صلبةً ككبرياء عراقي،
هشّةً كبلّور يرى المستقبل،
قاسيةً مثل صوف،
وناعمةً مثل كشمير!
مَن يمنح كلّ ما تبقّى من حياته لفتاة مثلي؟!
ناجية بجرح عميق،
لها قلادة على شكل فجوة في الصدر!
فتاة لا تسمح له بالوقوع في غرامها،
حتى لو لوّنتْ أظافرها بلون الحبّ،
وكحّلتْ عينيها بنظرة حانية تذيب الصخر،
فتاة ترتدي دائما ثوبا ساخنا من الجحيم،
وتعلّق قرطين من جمر وخمر!
حسناً،
لدينا موعد هذه الليلة،
لم تدعُني بعد،
لكنني أراه قادماً،
بعد ساعتين..
ستدعوني لمقهى قريب،
سأتردّد كثيرا،
لكنني سآتي،
سآتي كي تخبرني فقط ..
لماذا لا أستطيع التوقف عن لقائك؟!

شارك المقال

مقالات أخرى

صفحتنا على الفيسبوك

أقرأ أيضاً

- Advertisement -