السير تشارلز سبنسر تشابلن أو تشارلي تشابلن الاسم اللامع في زمن السينما الصامتة، الكوميدي الأشهر على الأرض، الشاب الطموح الساعي إلى الكمال، حيث لم يكن ممثلاً فقط بل مخرجاً وملحناً وكاتب سيناريو.
امتدت الحياة المهنية لتشابلن لأكثر من خمسة وسبعين عاماً، وأصبح أيقونة عالمية بسبب أدائه في الشخصية الشهيرة “المتشرد” أو “الصعلوك”، ولمع اسمه في صناعة الأفلام.
وصف ديفيد روبنسون كاتب السيرة الخاص به حياتَه بأنها من أكثر قصص التحول من الفقر إلى الثراء في التاريخ درامية، حيث كانت طفولته في لندن تعيسة، يغلب عليها الفقر الشديد، والده الغائب معظم الوقت سكير ووالدته التي دخلت المصحة النفسية عدة مرات تناضل لكسب العيش.
رغم قساوة حياته مع أمهِ، بؤسهم ومرضها، إلا أنها كانت تمدّه وأخوته بالإلهام، فقد كانت تقرأ القصص الدرامية لهم، وتعلمهم الكثير عن الموسيقى والمسرح.
كانت بدايته في عام 1894م على مسرح “كانتين”، حيث كان تشابلن ذو الخمس سنوات واقفاً خلف الكواليس يراقب والدته وهي تغني باسم” ليلى هارلي”، لكنها فجأة ارتبكت، وتلعثمت بسبب إصابة حبالها الصوتية، فبدأ الجمهور بقذفها وإطلاق صيحات الاستهجان، ليهرع طفلها إلى خشبة المسرح ويكمل الأغنية بدلاً منها، وكانت النتيجة مبهرة فقد أعجب به الجمهور ورموا القطع النقدية له لهذا ذكر لاحقاً أن أمه ملأته بالشعور بأن له شيءٌ من الموهبة.
كتب معظم أفلامه وأخرجها، كما لحن موسيقاها، وقضى سنوات من التطور في الإنتاج، وغلب على أفلامه الكوميديا الممزوجة بالعاطفة، وعن طريق التعبير عن نضال االكادحين، ونبذ العنصرية، تناول العديد من الجوانب الاجتماعية والسياسية وحتى السيرة الذاتية.
حصل على جائزة الأوسكار الفخرية بسبب أثره العظيم على صناعة الأفلام المتحركة، ولم يتوقف عند ذلك بل قدم أعظم أفلامه التي سجلها التاريخ “الديكتاتور العظيم”، “حمى الذهب”، “الأزمنة الحديثة” و”أضواء المدينة”.
قصة تشابلن قصة ملهمة، دخلها فقيراً يتيماً لكنه وصل إلى العالمية وخلد في التاريخ “عبقري الكوميديا والإخراج”، اعترف لابنه أنه كان يعتبر نفسه دائماً الممثل الأعظم في العالم، رغم بؤسه وجوعه، وبحثه عما يسد رمقه، ويخبرنا بذلك أنه دون الثقة بالنفس فإن مصيرنا الهزيمة.