لماذا “روج افا” وليس “كوردستان سوريا”؟

بكل تأكيد ، فإن المتابع للشأن السياسي وكلام السياسيين سيدرك خطورة تلك المصطلحات والحجة من تداولها.

ماهر حسن
ماهر حسن ماهر حسن 87 Views

روماف – رأي 

تتداول منظومة PKK العديد من المصطلحات السياسية الدخيلة في وسائل الاعلام والمواضيع السياسية والتي ترد على مسامعنا وتبدو غريبة او غير معروفة بمعنى اننا لانعرف سلبية معانيها والى ماذا ترمز او ترموا اليه تلك المصطلحات خصوصاً المواطن البسيط.

بكل تأكيد ، فإن المتابع للشأن السياسي وكلام السياسيين سيدرك خطورة تلك المصطلحات والحجة من تداولها. لكن الشخص العادي تبدو بعض تلك المصطلحات غريبه عليه او يرددها ولايعرف معناها لذا نحاول في هذا المقال تسليط الضوء عليها وتقديم نبذة مختصرة حول خطورة مصطلحات “بكاكاوية” على مستقبل كوردستان سوريا.

لا يصعب على مَن يرى ما فرضته منظومة PKK من مصطلحات جديدة على أرض الواقع في كوردستان سوريا ، التوصل إلى فهم تداعيات الواقع على مستقبل المنطقة، فبعد أن أحكمت القبضة على مكاننا، تم ترهيب بشكل كامل، ثم سرّعت جهودها نحو تكثيف خطواتها لتغير اسم كوردستان الى شمال شرق سوريا او كما باتت معروفة بين عامة الناس بـ “روج افا”، بغية خلق واقع جديد على الارض يصعب تغييرها بقرار سياسي وبالتالي تعذر التوصل الى حل سياسي بشأن كوردستان سوريا.

نستطيع القول إن منظومة PKK تستمر في الادلجة عبر تحريف الحقيقة أو وضع مصطلحات دخيلة ، وتنوع ذلك بين اعتماد مصطلح روج افا بدلًا عن كوردستان سوريا، وتقديم مكاننا على أنها ليست محتلة، وأن الكورد ضيوف مؤقتون على «الدولة السورية». كما تدس في المناهج الدراسية المفروضة والمرفوضة الكثير من الافتراءات والأكاذيب، ما يؤشر على حجم الكارثة المحدقة بعقول أبنائنا.

لعل احد ما يسأل ويقول: الهدف من التغيير في المصطلحات ينصب حول تعديل وضع اجتماعي وسياسي متردي للكورد في سوريا نحو وضع أفضل، إلا أنه يطرح التساؤل حول مدى أو حجم التغييرات بشرط أن يكون حاسم النتائج من جهة، ومدى إيجابية نتائج التغيير من جهة أخرى.

الهدف من الاستعانة بمصطلح كوردستان سوريا سياسيًا هو لكف تشويه الحقائق عن طريق مسح التاريخ الكوردي وثقافته بشكل يؤسس لمواطنين تابعين فكرياً وثقافياً وتاريخياً لانظمة غاصبة لاجزاء كوردستان الاربعة.

لذلك – من الضروري إظهار السبب في محاولة PKK صبغ المنطقة بلونه الرمادي وبثقافته القائمة على إلغاء الغير والتي تكمن في عدة مسارات ابرزها: قصور وضعف سياسات الحركة الكوردية المتبعة في مواجهة الآلة الاعلامية لمنظومة العمال، والتي كان من الأجدى اتّخاذه في المرحلة الحالية.

استمرار منظومة PKK في تشويه الهوية، وضرب الذاكرة، من خلال ليّ الوعي ولا سيما للاطفال، عبر فرض مصطلحات مختلفة وجديدة ما يدعم رواية عبدالله اوجلان المزعومة ( لا يوجد شيء اسمه كوردستان في سوريا)، وتجاهل تاريخ الكورد وماضيه وحقيقته.

السبل والآليات في مواجهة سياسة منظومة PKK  :

هناك العديد من الطرق مثل إحياء الوعي وتجديدها وزيادة المعرفة، من خلال التشجيع على زيادة الالتفاف حول الهوية و وإحياء اسم كوردستان سوريا، واستغلال التقدم التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي في دعم ورفع صوت الحقيقة.

التركيز على الجهد السياسي ، إذ يجب تعزيز مصطلح كوردستان سوريا، وطرح الاسم في كل المحافل الدولية والاقليمية، والاحتكام إلى قواعد القانون للحصول على التأييد الدولي لترسيخ المصطلح، وصياغة وثيقة الدفاع القانوني عن كوردستان سوريا ومخاطبة المنظمات الدولية والرأي العام العالمي لتحريك القضية على المستوى الدولي.

أما الجهود الاعلامية والثقافية، فيلعب كلاهما دوراً هاماً في حماية كوردستان سوريا من سياسة التعريب والتتريك من خلال الحملات الاعلامية واسعة النطاق لتشكيل رأي عالمي ضاغط لحماية الكورد، وكذلك حث الشعب لتجنب وقوعه ضحية لسياسة منظومة PKK.

شارك المقال