أنا لست أنا
جسدي رغيف طازج
والف جائع في الباب
أقرأ الوجوه
كأني عرافة نبعت من كفيها
جداول زمزمية
بها تسقي واليها تحتضر
كذاك الوادي الوعر
الحمام فيه تضاجع
والزهر ضل طريقها
في غياب الشمس !!
أتوه ولا أتوه
كعنوان قصيدة
لا يُعرف كاتبها
في غياب الأوطان
أنا لست أنا
حين يمضغ لحمي
على أغنية الموت
وأنا مازلت قطعة لحمة لم تنضج
مفكوكة أزرار قمصاني التسعة
على مشجب في سوق ما
كطفل تملص من بين يد المغتصب
تملصت من الكمِ العاشر
عدت وكأني لم أعد
مازال الطريق حالكاً
والبومة تنذر
والحانة يملؤها السكارى
والنرجس ناعس
على نافذتها ثملٍ
والعجوزة السمراء تسرد
حكايات ازواجها الخمسة
وأطفالها الشقر !!
وكم كانت طاهرة
بعلامة إزارها المثقوب !!
أنا لست أنا
حين أُعلِنت العصيان
والتهم الرأي العام
رقصت الفراشات حفاة
والأرصفة مليئة بالأحذية الوطنية
والكتب الشرعية
كم يبلغني النعاس في حضرة النعاس
وكم من جثة مني بلا هوية
حين كنت أنا .
أنجيلا درويش