روماف – ثقافة
لا تدعني طويلًا الحياة ولا تستأذن
تدخل فجأة بين جسدي وثيابي
توَّشوش لي عن نواياها فأضحك
-أنا عرّاف يا دنيا.. لا تتعبي نفسك بإخباري
تغمز لي وتَهُمّ موّدعة فأمسك بيدها أُعطيها
أغراضها كلها حتى لا تعود بحجة نسيانها
لولاعة السجائر مثلًا، تُعدّل ياقة قميصي
تُقبلني برّقة وتخرج..
أُحَضِّرُ لإستقبالها مرة أخرى بذات البرود والشجاعة
رغم أنني لست بتلك الشجاعة؛ لكنني أبدو ثابتًا
أمامها مع ادراكي التامّ لرعونتها ولأنها ستشمّ رائحة خوفي
أُمازحها أقول لها أنني أمسكتُ بنفسي أقع في الحُبّ
حين سارعتُ بمسح قطرات الماء ببطء بإبهامي عن شفتيّ
إحداهن، والمسارعة لتصحيح أوراق عمل تخصّها دون إخبارها بذلك كي لا أظهر كمن يُسجل موقفًا شهمًا ولا أضطر حصرها في زاوية ردّ الجميل، كل ما أردته هو اظهار الأمر بصورة لطيفة وعفوية..
تبشرني بأنّ جهدي سيُنكر قرببًا وستحتجّ وربما تتهمني بالتخطيط المبتذل كما فعلت امرأة ما قبلها فأنظر لها باستهزاء كالعادة نظرة “اللاجديد في أخبارك”
يُغضبها أنني زهدتُ بها وماعدتُ منتظرًا لعطفها أو عداوتها
،تَمَلُّني فلستُ نِدًّا مُثيرًا للحماس ولا الشهوة إلّا إنني أستطيع مشاركتها الطرائف والضحكات الهادئة وقليلًا من المداعبات التي تتمناها أيّ امرأة تبحث عن حنوّ خاليًا من إرهاق الجنس مع رجال الأعمال الأثرياء وممارساتهم النرجسية المُقرفة الدالة على عُقدهم النفسية..
تفشل في استفزازي..ويُنهكها بلا جدوى إغرائي
تقترب مني تُقبلني مرة أخرى بِرخوّ وهدوء
ثمّ تدسُّ نفسها كالعادة بين جسدي وثيابي
أُمرر أصابعي في شعرها وأقرأ لها في دفاتري وأُغالِبُها فتنام..
هذه الدُّنيا تألفني ولكنها لا تُحبني، يُهدهدها السكون الذي فيّ لأنني لا أبحث معها عن صراع أبدًا ولأنني سلّمتها كل ما ظننَتُني ملكته يومًا وغفرتُ لها سلفًا ما كنتُ سأملكه أو أُحاربها لأجله لولا أنّها صالحتني وصافحتني وشاركتني كل كؤوس النبيذ التي جعلتني أنساها وجعلَتْها تثمل وتنساني وتغفو مستسلِمة على صدري !