تذكرني قصة حزب عبدالله (PKK) “انا صاحب الأرض” بقصة الراجل الذي صادف شخص يركب حماره في أرض خلاء، فقال: هلا أركبتي معك على “حمارك”؟ وعندما أردفه صحاب الحمار خلفه، قال الراكب بعد قليل: ما أقوى “حمارك”.. ثم بعد مسافة أخرى من الطريق، قال الراكب: تالله ما أقوى “حمارنا”.. وبعد أن لاحظ هبل صاحب الحمار وتساهله، دفعه برجله وهو يقول: انزل عن “حماري”. وهذه قصة حزب عبدالله حينما تساهل كورد سوريا معه وهو يستحوذ على بيوتهم ويخطف فلذات أكبادهم ويزجهم في لظى حروب لم تجلب الا الويلات ويعايشون ويرون من تلك الحروب إلا الانطواء والتوجس والتبلد اصبح يدفعهم برجله ويقول ارحلوا عن مكاننا، وهو لم يحرر قن دجاج في مهده بكوردستان تركيا.
للاسف تسبب سكوت الكورد في تورم نرجسي لحزب عبدالله وبات يعتقد بتميزه وفرادته عن غيره من الاحزاب السياسية وانه الحزب المنقذ (حزب الاطفال المخطوفين ويستقوي بدماءهم)، لكن- دون ان يقدم تفسيرًا اذ كان ذوو القاصرات والقاصرين راضون على خطف اطفالهم او كيف جعلهم عرضة للاستغلال وسوء المعاملة، وحرمهم حقَّهم في التعليم، ودون ان يصف حزب عبدالله شعور هولاء الفتيات والفتيان بالقلق والهلع من مشاهد الحروب، وقد تبقى عالقة في مخيلتهم.
مشاهد تكرار خطف الاطفال الذي تحدث في مزرعة الإدارة الابوجية ويشاهدها الكورد تحول إلى أشياء عادية كما هي في الأفلام السينمائية، اعتادوا عليها وتقبلوها بدلا من رفضها وإدانتها، وهو سبب واضح جعل من حزب عبدالله يمتلك شعورا متضخما بأهميته، ويستحوذ عليه الكذب والدجل والانشغال في المبالغة بإنجازاته الخزعبلية.
اما الطبقة المثقفة وتجاهلها أو الاستخفاف بمسلسل خطف الاطفال باتت الظاهرة لديهم مجرد حالة هينة وعادية وتمر مرور الكرام على عيونهم، دون الشعور بقدر قليل من تأنيب الضمير وقدر أقل من المساءلة، واستهتار سافر لذا لا ضير في الكشف عن مصير الاطفال، بل اغلب هولاء يحاولون توضيح أن حرب حزب عبدالله قد تكون مصدرا للمساعدة وإحقاق الحقوق الكورد، وقد يكون خطف الاطفال سببا للحفاظ على وجودنا.