دعونا بداهة نعود الى بعض الإستذكارات التي ترتقي – برأيي – الى مفاهيم معتمدة معرفيا ، خاصة المتداولة منها – المفاهيم – في إطار التوصيفات وبعيدا – ايضا – عن الجدل التعريفي الصرف في خاصية المفاهيم تلك والمتعلقة بالزعامة إن كقيادة أو مفاهيم ريادة المجموعة / ات ، وفي شتى حالات تعاطيها ، وعليه سأختزل في الجدل وإن كان الأمر سيتطلب بعضا من التعريفات البديهية التي يتوجب لا شرحها بقدر ضرورة توجيهها لأولئكم المتزمتين مرارا وتكرارا ، فنعيد نحن ايضا وعلى ذات النسق مرارا نشرح ونوضح لهم سمات القيادة المفترضة زعما لا بكثرة النياشين كما بوكاسا ولا القابه ، بقدر ماهو سيبقى ويتكرر ذات المشهد في سايكولوجية وكاريزما القائد – اي قائد – ذاته ، تلك السايكولوجية التي تفترض ، لابل تحدد مدى انسجام ذلك القائد مع طروحات مجموعته والتي ارتضى على اساسه ان يتوسم القيادة.
وهنا فلتسمحوا لي الخوض في مسارين للعمل النضالي القومي وماهية التشبث بالأسس التي قامت عليها الثورات الكوردستانية في كوردستان العراق لابل والأجزاء الأخرى ايضا ، ومن هنا ، فان الأمر لن يكون ولاءا رغم ما تحتويه هذه الكلمة من مسببات كما ومبررات ضرورية وكحتمية وجوبية ايضا ، وكغاية توافقية تفترض مجددا تقاطعا تضفي مصداقية على القناعة ومن ثم النضال ، وعلى هذا الأساس : نعم لقد خاض الزعيم مسعود بارزاني نهرا من الدماء والتقى مع صدام حسين من اجل قضية شعبه الكوردي ، وما هاب من الخطوة رغم مكر وخبث المقبور صدام ، وجادل وناقش ولم يتنازل قيد أنملة ، في المقابل راينا النقيض خاصة حينما يرى اي قائد نفسه فوق اعلى برج عاجي فيذكرنا بأحلام الفراعنة وكحالة مقارنة ! كيف ان السيد اوجلان وفي غمرة البحث عن النجاة الفردي وفي تناس كلي لسيل الدماء واعداد الضحايا المنتقون ومن عمر جيلي محدد كان مستهدفا اصلا للحد من النمو والتكاثر البشري كورديا ، تلكم الدماء المقدسة التي قدمها اوجلان هكذا ! وتناسى استشهادهم دفاعا عن انبل قضية ( قتلتهم ) ، و … بكل برود وان استخدم حينها كل براعته النطقية وملاطفاته في مخاطبته ، لابل اعتذاره الصريح والواضح للأمهات التركيات ، وتجاهل بتقصد لا استطيع ايجاد كلمة سوى ( الإشارة إلى قتلة الشهداء الكورد ) المفترضون , ( هكذا كنا وكانوا يظنون ؟! ) و .. بعدة كلمات سحب من شبابنا وشاباتنا بساط الشهادة والخلود ، هذا الأمر الذي يتغافله جموع براديغمييه ودهاقنة قنديله ، وهي كانت المقدمات التراجعية المميتة وبالمطلق ، لابل وانسلاخ حقيقي في الإنتمائية القومية لصالح طوباويات آيديولوجية ما كانت مطلقا قد ابتدأت بمعلمه الذي لم يزل رغم ( كل التوابل والبهارات ) حكمت قفله جميلي ، هذا التركي المشبع بطورانيته وان تغلف بيسارية ظلت مبهمة كما تعاليمه من جهة ! وتطبيقات تلامذته واولهم اوجلان ، ولن تنتهي لابل ما انتهت ابدا عند البراديغما ، وذلك بعد ان فشل ومن جديد في تقمصه للغاندية والإكتفاء كما ذكرنا اعلاه في تبيان جديده وبقناعة مزدوجة ألا تكون حالة الإعتذار منه وبتهرب فاضح من المواجهة في الدفاع عما ( بشر هو به ) وانسلاخا كاملا عن كل تنظيراته ، وليدخل بكل بساطة متاهات الآيديولوجية الفانتازية لا اكثر ولا أقل ، ظنا منه بانه سيستطيع ايجاد منفذ يتسلل منه ، وبشكل موجه ليطعن الفكر القومي ولكن ؟! فقط كورديا ! ..هذا الفكر الذي لم يتجاهل قيم وقناعات كما دماء الشهداء ، وفي اعتى المراحل وفي تجارب كوردستانية حتى الجحوش والمرتزقة لم يشهروا بذلك ؟ ..
لقد سخر اوجلان حتى قبيل اعتقاله ، كل جهوده لتميبع الحق القومي وجاهر بمعاداته للمشروع القومي وقضية حق تقرير المصير ، هذه القضايا التي ما ان راى منفذا بسيطا ليخترق منه الى حيث التطبيق العملي حتى باشر بها واستند على النظم المعادية لشعب كوردستان وابدى استعداده علانية لذلك ، متناسيا بان تلك القضايا قد تازلت شاء هو او جهابذة العابثين بكل مقدسات القضية القومية الكوردستانية ..
نعم ! لقد اعتذر اوجلان لأمهات القتلى من الجيش التركي مجانا وبلا مقابل ! سوى وكصرخة استجداء فقط للحفاظ على حياته ، وهذه ليست تهمة او فبركة فلازالت الأرشيفات ملأى بالأدلة وبالصوت والصورة ، وفي تقاص بسيط ؟! ماذا قابل ذلك ؟ والجواب وبكل ثقة وصراحة نستطيع القول : لقد قابل ذلك وفي النقيض المطلق وكأمثلة : حينما مسح الزعيم مسعود بارزاني دموعه المنهمرة انسجاما مع الروحية الإنسانية وقيم الشهادة وذروة التقدير والإحترام للشهداء وئلك في تلك الحادثة المشهورة لتلك الام التي كانت تلملم بقايا أشلاء ابنائها ، ولتطلب منه ام الشهداء بكفكفة الدموع، أما اوجلان ؟ فقد اعتذر من امهات قتلى الجنود الاتراك و .. تناسى بانهم وبكل اسلحتهم يهاجمون / كريلا / ه ويخشى نعم خشي ويخشى ان ينعت شهداؤه .. شهدائنا باية صفة ..
مسعود بارزاني جاب العالم كله يبحث عن منافذ تدعم قضية شعبه العادلة ، وحمل السلاح والعتاد ايضا وجاب ذرى جبال وبقاع كوردستانه ، وشارك في معارك عدة ، ونام في العراء واحتمى بالصخور وعند التوافق على اجراء المفاوضات ، ذهب الى بغداد ، وقال لصدام مامعناه ( لقد خضت نهرا من الدماء وجئت من اجل حقوق شعبي ) ولم يقل ! نعم لم يقل مطلقا امنحوني فرصة فانا استطيع ترتيب الامور وبما يتوافق مع ماترغبونه ، و .. خلال اسبوع استطبع انهاء كل شيء ! .
وباختصار : ومن جديد نرى أن المنهجية التي مارسها اوجلان منذ لحظة مغادرته الشكلية لليسار التركي ، لكنه بقي وبكل بساطة مشبعا حتى العظم لمعلمه ومنظره قفله جميلي ، وظلت افكاره وتعاليمه هي المرشد الحقيقي له ، ومما يقوله بعض المنظرين في طوباويات البراديغما بانه جرجرها ايضا الى ذات الخانة ولهذا يلاحظ فظاعة التوهان الممنهج فيها ! ، وكل هذا تم في وقت كان اوجلان يستطيع ان يخترق ضمير ووجدان كما عقل الغالبية العظمى من ابناء شعبه ، والآن : ومما يقال ويتسرب من معلومات تؤكد معظمها على امر واحد ( وشخصيا لا اجزم امتلاك اية معلومة تؤكد او تنفي ذلك ) وهو أن السيد اوجلان وافق – ضبط – ايقاع رفاقه مقابل استمرار الحفاظ على حياته ، وأخيرا وإن كان بالمطلق أنه لن يكون آخرا ! سيتجشم بعض من عتاته في القول – ربما – ألا يشفع له سجنه الطويل هذا ؟! سيكون الرد بالتأكيد بعد اماني الحرية له وببساطة شديدة وبمنتهى الشفافية : هل تم امر ولم يقايض عليها السيد اوجلان بنفسه ؟ هل تم تضخيمه مقابل تصفير وتنفيس مبادئ اساس كان PKK يرى فيها محرمات مؤجرمة وكم من مناضل تم تصفيته تحت بند الشرعية الثورية ولقضايا ما ارتقت بالمطلق ولو لجزيء من ذرة ما منح او يسمح به لاوجلان ؟ ..
ساختصر واجزم : لو فعل او تنازل الشيخ الشهيد سعيد بيران واحد من المليون مما فعله وسيفعله اوجلان لما اعدم هو ورفاقه ! وبايجاز شديد : السيد عبدالله اوجلان لازال يراهن ويتحين باحثا عن التقاط الفرصة ليقايض على خروجه من السجن ، هذا الخروج الذي نتمناه له ونضم صوتنا جميعا الى كل النداءات والمناشدات المطالبة بحريته ولكن : بعد كل هذه السنين ! ان يخرج من دون شروط ، وسأضيف : هل يتذكر العتاة ! واعني بهم دهاقنة قنديل وذيولهم موقف الزعيم مسعود بارزاني ورفضه اللقاء مع السيد اوجلان في السجن وذلك تقديرا واحتراما لشخصه ومكانته ؟! . وجملة اخيرة ؟ متى سيفهم كثيرون منهم بان دهاقنة قنديل هم الاكثر ممن لا يتمنى خروج السيد اوجلان من معتقله.