كل تنظيم عقائدي، ديني أو قومي أو يساري، يمكن وصفه بأنه بمثابة مصنع، لا يقدّم شيء سوى الوسخ الآيديولوجي والكراهية الآيديولوجيّة لأنصاره، ويعيد تدوير هزائمه على انها انتصارات كونيّة هزّت التاريخ. وبالتالي، لا ينفرد حزب (PKK) بهذه القباحة والخاصيّة الشائنة، بل يشترك معه الكثير من التنظيمات العقائديّة في الشرق الأوسط.
بالعودة إلى أعداد جريدة “سرخوبون” الجريدة المركزيّة الناطقة بالتركيّة، باسم الحزب المذكور، بخاصّة في أعداد 2013 ولغاية 2017، سنرى أن الحزب، في مناسبات كثيرة، أكّد أنه انتصر على تركيا، داخل سوريا.
وهذا اعتراف موثّق دامغ على أن الحزب نقل ساحة (صراعه) المفترض مع أنقرة، من تركيا إلى داخل الأراضي السوريّة، وتحديداً، المناطق الكرديّة. لكن واقع الحال، والمعطيات، تؤكّد أن الحزب، كما هزم في تركيا، ولم يستطع تحقيق شيء. على العكس من ذلك، أطاح ببعض الانجازات التي تحققت هناك، كذلك فشل فشلاً مريعاً، في سوريا. بدليل؛ احتلال عفرين ورأس العين، وتهجير أهاليهما، ودمار كوباني وتهجير أهلها، ومقتل ما يزيد عن 11 ألف مقاتل ومقاتلة كرديّة.هذا الحزب الذي جرّ على سوريا وأكرادها المزيد من الاحتلال التركي، (سيأتي اليوم الذي تفتح فيه دفاتر عفرين، وماذا فعل الحزب هناك من تصفيات لمقاتليه وقياداته).
رغم هزيمة الحزب المدويّة، ما زال هو وأنصاره يشتدّقون بأكاذيب وخرافات المقاومة والانتصارات والضحك على ذوقون البسطاء.ليس فقط 40 سنة من الفشل وحسب، بل هزيمة عفرين كافية كي يطلق جميل بايق النار على نفسه وينتحر بشرف، ويعتذر من عفرين وضحاياها من الشهداء والنازحين.
كذلك على قره ايلان فعل ذلك. لكن الحزب لم يعتذر للكرد، وللضحايا. بل طالب زعيمه أوجلان بتفهّم حساسيّات تركيا داخل سوريا. وبعد تصريح أوجلان ذاك، أتى انسحاب الحزب من عفرين، وتسليمها لتركيا ومرتزقتها.وعليه، مَن يتحمّل ركوب المرتزق نصر الحريري جرار الفلاح الكردي العفريني هو حزب PKK وحروبه الفاشلة، وسياساته الفاشلة التي جرّت على الكرد الكوارث التي نعيشها.
الكارثة أن أنصار الحزب من أبناء عفرين، وبخاصّة من جماعة شيخ آلي، منسوب وقاحة التبرير لديهم صارت تتجاوز وقاحة الحزب الآبوجي نفسه.كذلك هذا الوسخ الحزبي الآيديولوجي الذي يقلب الهزائم انتصارات تاريخيّة، بات معششاً في الفعل الثقافي والإعلامي المناصر لهذا الحزب، وتتناقله ألنسة بعض شعرائه وكتبته (الأحرار الوطنيين).
أقرأ أيضاً: