روماف
لمى أبو لطيفة
أشباهي الأربعين منهم من كان واليـًا عظيمًا أحبه الناس كلهم وأغتيل على أيادي الذين منحهم أمانه حين استجاروا به!
واثنين منهم بملامح حادة يظهرون وقت الشدة والخلافات التي لا يُمكن السكوت فيها أو عنها!
وثلاثة آخرون صاروا فلاحين يزرعون وينتظرون حصادهم بصبرٍ أبّ يجمع المال لضمان مستقبل أبنائه ومنهم من اكتشف بعد أن أفنى جهده وعمره أنه كان يزرع في أرض “بور”.. فمات قهرًا وحسرة!
وسبعة صاروا ضحايا حرب دخلوها بالخطأ
وواحدة منهم ما فتأت كزُليخة إعداد الحيّل لـِزَجّ رجلٌ بريء بسجن عفِن.. آآه ما أغباها من امرأة ظنت أن الحبّ قد يُلقّم لقلوب الذين أردناهم عنوة!
وكهلٌ فقد ذراعيه في حادث المنجم الذي عمل فيه سنين طوال،يجمعُ عصرًا أبناء الحيّ الصغار ليحكي لهم كيف كان قرصانًا ماهرًا سرق اسطولًا بحريًا لأباطرة عُظَماء ووزّع غنائمه على الفقراء..
وآخر يلين الحديد في يديه كما يلين بين يديّ “داوود” ماعرف اتقان شيء من حرفته هاته إلّا صناعة تمثال لإمرأة من حديد.. أحبها فأصاب قلبها فأل الحديد وقسوته!
والسادس عشر صار يبيع الماء في حي السقايين
تنجرح حنجرته كل يوم وهو ينادي..
“يا أهل المعمورة ماء زمزم لمن أراد البركة
ماء زمزم لمن أراد درء سوءات وفِتَن العَركة
لكن أحدًا لم يستجب!
وخمسة منهم كانوا لصوصًا مُحنكين يعرفون تمامًا كيف يُسرق الكُحل من عين أنثى، لكن وكأن نواياهم تتوب كلّما حاولوا سرقة قلب امرأة لطالما الروح تهواها..
أحدهم كان من نسل إبليس “لن أخفي عليكم” شيطانًا أرعن تصيّره الغيرة وأشياء أخرى كثيرة..
والباقي – ماعدا واحد منهم-
.. يسيرون عَطشى أو ربما سُكارى
عابثين غير آبهين كقطيع “زومبي” يهابه الناس رغم أنه
خرافة مضحكة..
مسرح ارتجاليّ هذا الذي فيَّ.. لَبْسٌ مهيب بين الواقع والخيال والمجازات والحقيقة..
أما الأخير “العاديّ” الذي هو الآن بينكم يحاول عبثًا أن يُسكت عواء كل أشباهه الذين هم ساكنوه..
يحاول مرة قتلهم ومرات كثيرة يحاول ضمهم والبكاء عليهم..
لاشيء أشدّ رُعبًا من اعتراف كهذا إلّا الشعور
بالشفقة على نفسك ..أَو قتلها والخلاص منها!
لاشيء أشدّ بردًا وغُربة من علمك أنهم سيظلون معك
يقتاتون على قلبك.. إلاّ وعيّك التامّ بأنّك
لن تستطيع لَمَّ شملهم وشملك ولن يستطيعوا
مهما حاولت وحاولوا “عناقك” !