جريمة محترمة

روماف – مجتمع

شمس عنتر

إن القتيل ليس بريئاً من جريمة القتل.

جبران خليل جبران….

الاستعداد لحضوره مقلق ،تكون الأعصاب مشدودة كوتر عود لفنان نزق.

اذا قاربت الساعة الثانية بعد الظهر الجهوزية تتحكم بالمكان وساكنيه ، فهذا موعد عودته من دوامه والعمل الذي لا تعرف عائشة شيئا عنه ، كانت تطل بين الفينة والأخرى من الشرفة لتتحقق من مجيئه .

لاحظت تأخره في صعود الدرج من الأرض حتى الشرفة الأولى.

حاولت أن تنظر من العين الساحرة ، فاذا به يسلم أشياء مغلفة للجارة التي فتحت له الباب بنصف ملابسها وقباحة شكلها و المتزوجة !

وما كانت لتجرؤ على سؤاله .

هي وبناتها الثلاث ممنوع عليهنّ الخروج دون غطاء الوجه واليدين. والصبي الصغير ممنوع عليه الوقوف على الشرفة وهو يلبس الشورت أو الشيال .

دخل الحجي وهو يرفع صوته بالمعوذات وضع العمامة جانباً ونزع عن كتفه حزام مسدسه .

الجميع على طاولة الطعام جامدين إلى أن يتلو الدعاء .

أصبح الشك يطرق المسامير في جدار قلب عائشة . كلما دنى موعد وصوله تهرع للعين الساحرة ،

في هذه المرة كانا يضحكان معاً ! حتى إنه لمس شعرها.

ثم ارتدى وجه مقطب، كالح ومد يده بالمفتاح إلى باب بيته.

لتتراجع عائشة وترتدي وجهاً طافحا بالتبجيل وتستقبله.

صحيح ، ما تملكه اليد تزهده النفس.

رغم أن تلك المشاهد تجرحها، لكنها تضمد جراحها وتقمع الأنين، اقترابه منها يكسرها إلى أجزاء كل ليلة، إلا إنها تستيقظ في النهار تلملم أجزائها في صمت وتعاود العيش.

ذات ليلة عاد الحجي متأخرا وكالعادة راقبته، فاذا به يدخل شقة الجارة ، صدرت عن عائشة شهقة حارقة ، كتمت أنفاسها وتراجعت ، ثم عادت للنظر بعد لحظات ، كشجرة هزيلة في خريف مجنون ، شعرت ببعض أجزاء تتهاوى، وصقيع كأطراف زجاج مكسور يجتاحها ، بعد لحظات كان زوج الجارة يصعد الدرج واقترب ليفتح باب شقته وقبل أن يدخل ،وبحركة لا شعورية وخزها الخوف على والد أولادها ، اندفعت عائشة من باب شقتها نحو باب شقة الجارة كالسهم لتدخل مع زوج جارتها إلى شقته ، فاذا بالحجي محتضنا الجارة في مشهد صدم الجميع ! وكان الحجي أول المنتبهين ، سحب مسدسه وفي لحظة وحشية أردى عائشة وزوج الجارة بعدة طلقات ! وخرج ليصطدم ببعض الجيران المتجمعين على الدرج .

صرخ : أنا ذاهب لأسلم نفسي ، ملعونة الوالدين ،وحده الرصاص يغسل الشرف المنتهك !!