روماف – شعر
لمى أبو لطيفة / الأردن
وكأننا التقينا صدفة، وكأنها أول مرة
نجلس سويًا مترددين، خجلين من ارتباك كل الذي حدث بيننا ومنتصرين غير متواطئين مع النسيان،
أميلُ إليكِ أحاول مدّ ذراعيّ للمس وجهك مرة ومرات كثيرة أمرر أصابعي بين خصلات شعرك، أو أُقبِّل باطن كفيّكِ
كمن يودّ التأكد من أنّ ما يعيشه الآن ليس ضربًا من خيال!
معكِ..
صرتُ ملاكًا مُخوّلًا لدخول الجنة بلا أدنى عبادة
سوى الحُبّ ،والقليل من الصبر الذي لا يُقارن بصبرك
عليّ..
رأيتُ الله يوّزع الثياب والدمى على اليتامى والحالمين ويضحك ساخرًا من كل الذين صدّقوا خبر اغتياله
رأيته جليّا حتى أنّه ربّت على جناحيّ كمن يَفي بوعده
حينَ منحني لحظة احتضانك بعد كل هذا الحرمان
أحبّ هذا التفاهم الدافئ فيما بيننا، النقاشات التي مهما احتدت تظل تتخللها الضحكات، خجلك في كل مرة أقاطعك فيها لأقول لك كم تبدين امرأة جذابة..
نكاتي غير الموفقة التي أحاول فيها اخفاء دمعي
المدسوس تحت جفنيّ..
تقولين لي بطفولة أعهدها وأحبّها،
أنك لا تفوّتين مقطعًا من أفلام كرتون “السنافر”
فأفكرُ لو أنك تعرفين قطعًا الحديقة السرية التي كانت تختبئ خلف شجرة كبيرة.. أنت الشجرة وأنا طفلٌ هشّ يُحدّق بالفراغ كلما أفلتِ يديّ..
يا امرأة تُقدّم لي كأسًا من ريقها دون أن تخجل من أن
نغني ثملين في شوارع المدينة..
ولا تمشي معي خطوة إن لم تكن تنوي اكمال الطريق
ولا تفتح ذراعيها لي إلاّ حين تكون قادرة على احتضاني
واحتمال حرارة أنفاسي خلف قمحة أذنها!
هذا الصدق أحبّه ولو بدا موجعًا
وهذا الانسجام المغموس في حزن هادئ يحمل وسامة
البرجوازيين يستهويني طالما أنه يجمعنا
وجنونك العنيد، تعويذة قلبي البدائية لاستمالة السماء
لم تستطع الأيام أبدًا دهسها!
وبقايا امانيّ التي في عينيك..
الصومعة المتبقية لكل المؤمنين بعد اغتيال الرب!
وحدك تعرفين كيف تُقلّمين أفكاري مهما كان كلامي
فوضويًِا ومبعثرًا
وتعرفين تمامًا ما يشتهيه القلب
ووحدك حين تكونين يعرف البؤس أنه ليس ثمة
له مكان قط في قلبي!
ووحدك كُلما تبتسمين تُخرجين جناحيّ من طرفيّ ثغرك ..فأستردُّ حريتي وملائكيتي وأُحلّق!