روماف – ثقافة
لمى ابو لطيفة / الأردن
كنتُ أظنُ أن الحُبّ الذي ستأتيني به الدنيا بعد كل هذا الشيب سيكون لسدّ جوعي من الأُنس لا أكثر
ثم أدركتُ مرارًا أني أحببتُ أصابعها التي تكتبُ أكثر مما أحببتها، كنا دائمًا ما نلتقي على جسر النثر والشعر..
تُحسِن نظم الشعر كما تُحسِن نظم مراحل حياتي التي أسردها
بقبلة منهكة على صدرها..
تعرفني “مايا”، تعرف يُتمي وعقدته التي تكبر معي كلما كُبرت
حتى أنها تُبلل الجفاف في عيني دون أن أحدثها عن امرأة سرقت ماءها لتسقي به رجلًا ركضت إليه لأنه يملك جدرانًا مزركشة أجمل من جدراني المتآكلة إثر الرطوبة
وتقول لي أن الأمان يعني ذراعيّ لا جدران بيتي وكأنها تُعزيني بموت لم تشهده لكنها تحسّه فيّ!
مايا التي أمشي بقلبها بعد أن بترت إحدى قدميّ شاحنة
ثمل سائقها بينما أبيع المناديل على إشارات المدينة المكتظة
تشتري لي بنطالًا كاملًا وتشعرني إني أملؤهُ بجسدي النحيل
بينما أرى دمعها الذي تخفيه عني كلما رمت فردة حذائي
الأخرى لأنني لن أحتاجها..
مايا وحدها من مسحت على شعر اليتيم المُلقى
في الأزقة.. بينما تتجاوزه أقدام المارة وتتكاثر
فوق جسده القطط الجائعة..وروَته ودللته
حينها عرفتُ أنني لم أكبر
وأن مايا وحدها من كشفت يُتمي
وأحبتني.. امرأة تتعرف إلى الطفل
المُجهد الذي فيك وتحمله وتتحملّه
امرأة لا بُدّ أنها بصدق أحبتك!