خطاب الكراهية آفة إعلامية

إليسا أحمد حاجو

 ماهو خطاب الكراهية؟؟

 وسائل الإعلام التقليدية و الحديثة، و وسائل التواصل الإجتماعي عامةً، في ظل هذه الظروف المتنافرة في منطقة الشرق الأوسط خاصةً، تُنشر مقالات و آراء سياسية و أوجه نظر الناشطين لقضية أو حدث أو تكون موجهة لفئة معينة، غالباً ماتَنشر الصحف الحزبية أو السياسية المقالات تحت إشراف مختصين وتبعاً لسياسة الصحيفة، وتكون في معظم الأحيان تلك المقالات منحازة لأحد الأطراف السياسية و جانب من القضية المطروحة، بذلك تكون مدعية بالتأييد لطرف و طعن الطرف الآخر أو تهجم عليه.

و القنوات التلفزيونية تُخرج برنامجاً تستضيف فيه أشخاص يتحدثون أو يوضحون حدثاً أو قضية بعيداً كلياً عن الحيادية، وكذلك الأمر وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت في متناول الجميع و بسهولة يستطيع أياً كان التعبير أو نشر رأيه أو معاداته أو انحيازه بدون أي رقابة أو محاسبة.

كل ما ذكرته يخلق آفة إعلامية تُدعى بخطاب الكراهية.

خطاب الكراهية:هو نوع من أنواع المقالات أو المناقشات المباشرة أو البرامج من قبل أشخاص على وسائل الإعلام بانحياز لطرف معين أو لخلق مناوشات أو لطرح أجندات و نشر أفكار تؤدي إلى الطائفية و العنصرية و التعارض، وذلك بإيصال أفكاره إلى المتلقي مما يخلق أفكار سلبية غير صحيحة لدى المتلقي الذي لا يكون ذات خلفية ثقافية أو إجتماعية.

ويفتقر إلى الوعي الإعلامي، مما يجعل الجمهور يتأثر بذلك المكتوب أو الهدف، ويتحول الموضوع إلى أطراف مؤيدة له و معارضة له، ويخلق مشكلة التضليل و التمييز و الانحياز و تشتيت المتلقي أو خلق تفكير عنصري أو طائفي وينقل ذلك إلى الشارع أو المحيط مما يشكل مجموعات وتكتلات متأثرة بخطاب الكراهية، عكس ما يجب أن يكون عليه هدف الإعلامي أو المؤسسة الإعلامية بطرح أوجه حيادية للموضوع أو إرشاد الجمهور إلى رأي وفكر صائب إتجاه جماعة أو قضية أو موضوع ما، وما يزيد من هذه الآفة الإعلامية هو عدم كفاءة الرقابة الإعلامية و افتقار الإعلام و الجمهور للوعي الإعلامي، و عدم إرشاد الإعلاميين الجدد إلى تجنب هذه الظاهرة والحذر منها.

 فعندما يكتب الإعلامي خبراً أو مقالاً أو يخرج تقريراً يجب عليه طرح الموضوع من زاوية حيادية وتجنب استخدام الألقاب الثانوية أو تلميحات لآراء انحيازية، ويجب أن يركز الإعلامي الجيد إلى التكاتف و نبذ العنصرية والطائفية.

 و يجب تجنب التهجم إلى طرف أو عناصر معينة، كما على الإعلامي نشر روح الأخوة و التضامن ونبذ كل ما يؤدي إلى خطاب الكراهية، كما يجب محاسبة الأشخاص و المؤسسات قانونياً التي تجر الجمهور نحو هذه الآفة، وتشديد الإشراف و التدقيق و المراقبة على المؤسسات الإعلامية و الإعلاميين و منصات التواصل الاجتماعي.

نحن كإعلام و إعلاميين كورد،و تقدم الإعلام الكوردي وظهور نخب جديدة من الإعلاميين، يجب التركيز على تجنب الوقوع في خطاب الكراهية وأيضاً محاربة هذهِ الظاهرة على وسائل التواصل الإجتماعي،بالتدريب ونشر الوعي الإعلامي ودفع المنظمات الإعلامية إلى إخراج آكاديميين بمرورهم بتعلم تجنب هذا الخطاب، و تدريسه ك مادة رسمية في كليات الإعلام، وتشديد ودفع الرقابة إلى ملاحقة هذه الآفة و الحد منها، لأنه طريق يؤدي بالمجتمع و الأفراد إلى كتلة من المساوء و الطائفية و العنصرية و تضييق مساحة تقبل كل شخص لآخر.