قصة قصيرة
توقفت سيارة الجيب التي تحمل إطاراً على بابها الخلفي للحالات الطارئة ، أمام بركة الوحل الطارئة ، ترجل منها عدة رجال بوجوه مكشرة بالحقد والضغينة ، توجهت أعين الجيران اللاهثة خوفاً من الجلبة المستحدثة تواً صوب باب أبي رشو الخشبي الذي تم فتحه بركلة واحدة ،
وصاح أحد رجال : “تعال ابو رشو منعرف أنك هون” …!!!
خرج الكهل الستيني الذي يعاني من أنقراص مزمن في الفقرات وهو يتأبط بعض الأشياء ، كان الشمس تغرب واطفال الحي الطيني متجمهرين بخوف ..!!!
كلمة “الشرطة” كانت كناية للخوف تستعملها الامهات والجدات الكورديات لأخافة الأطفال ولردع تمردهم الطفولي ،
ترجت أم رشو رجال الأمن بكلمات كوردية لم يفعمها الضابط العلوي ومساعديه أصحاب اللهجة البدوية ،
وعندما لم تجد قلباً مصغياً ، رشقتهم بوابل من الشتائم واللعنات الكوردية ، يا أولاد الزناة أين تأخذون أبن الريح العاتية أين تأخذون أبن الشمس …!!!
، تم زج ابو رشو في مؤخرة السيارة مكبل يدي الحيلة، مكبل اللسان ، عندما لمح أحفاده الخمسة في أحدى الزوايا وهم يبكون ، وينادون ( وني كالو ببن كودي ..؟)
تجمعت الدموع في مقلتيه ، كانت الأفواه المترقبة حائرة والعيون مطأطأة بخجل ، لطم أحد رجال الأمن وجه أبي رشو بأخمص بندقيته مردفاً ( مبدكن دولة ولاك مبدكن دولة )
وسارت السيارة في طريق متعرج طويل طويل …
قامشلو ذات خريف .. رائد محمد