رائحة التفاح

روماف – قصة قصيرة

أسير بالجبل و الخراف أمامي و أحرك العصا الطويلة …!!

تلوح أمي بيدها لكي تودعني :

– عد باكرا ولا تتأخر ، الظروف مخيفة هذه الأيام.

أسمع صوتا يقترب أكثر فأكثر مني فأقف في مكاني ، أحرك رأسي و أنظر للسماء فإذا أجد طائرة تحلق فوقي..!!

أصابني الذعر و الارتباك فتركت خرافي ،و ارتميت نحو الأعشاب لكي لا تراني الطائرة .

وضعت كلتا يدي على أذني لأني لا أريد أن أسمع صوت الطائرة المخيف ، و إذ تهتز الأرض بقربي و كأن زلزال قد وقع..!!

 أشم رائحة التفاح تعطر الهواء ،و إحساس بالدوار يصيبني فأغمضت كلتا عيني .

أجد يد تلامس وجهي ففتحت عيني ،و إذا أجد اللون الأسود ولا شيء سوى اللون الأسود ،أفرك عيوني و أقول بصوت مرتفع :

– من أطفأ الضوء ،أين أنا ، ماذا حدث ، لماذا أنا أرى فقط اللون الأسود…؟؟

فأجد صوتا يقول لي و يده تلامس وجهي :

– هل كانت رائحة التفاح أخر رائحة شممتها…؟؟

أجبت بسرعة ومن دون تردد :

– نعم فلقد شاهدت طائرة، وبعدها حدثت هزت عنيفة و شممت رائحة التفاح ..!!

فإذا صاحب الصوت يقول لي :

– يا مسكين ، لقد فقدت نظرك بسبب هذه الرائحة ..!!

و بعدها علمت بأنني تعرضت لأحد الأسلحة و بأن رائحة التفاح أفقدتني بصري و أخذت مني أمي كذلك .

 

بروفسور حسين علي غالب بابان

أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا

babanspp@gmail.com