روماف – مقالات
صلاح بدر الدين
القيادي البعثي ، ورئيس حكومة الأسد – سابقا – السيد رياض حجاب ، وفي حلقة خاصة على تلفزيون سوريا ( ٢ – ٥ – ٢٠٢١ ) يشهد :
” قبل ثماني سنوات من اليوم، وبعد مقتل طاقم خلية الازمة في دمشق بتاريخ 18.07.2012. وبعدها بيومين أي في 20.07.2012 اجتمع ” بشار الأسد ” مع قادة الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية في منطقة الجزيرة، وقام بإعطاء الأوامر لهؤلاء القادة , وطلب منهم بوجوب تسليم كافة القطعات العسكرية والأمنية في الجزيرة السورية لحزب العمال الكوردستاني مع كامل السلاح ..
– وبعد ذهابنا الى بشار الأسد في القصر الجمهوري وبحضور فاروق الشرع ومحمد بخيتان ورئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحّام وأعضاء القيادة القطرية، وكلهم شهود على ما أقوله اليوم هنا للاعلام. وسألنا بشار الأسد عن فحوى القيام بهذه الخطة وتسليم هذه العملية، اي عملية التسليم والاستلام لهذه المناطق والقطعات العسكرية والأمنية في منطقة الجزيرة لحزب العمال التركي الـ . PKK .!
فقال لنا بشار الأسد وبالحرف الواحد، بأن جماعة ” حزب العمال ” هم شركائنا وحلفائنا لنا، ولقد استثمرنا فيهم بشكل كبير وخاصة خلال السنوات الماضية. واليوم نحن بحاجتهم، وذلك من أجل الضغط وضبط الشارع الكوردي ومن ثم الشارع العربي … وسيصبحون في الأخير أيضاً خنجراً في ظهر تركيا ” .
متأخرة :
لانها جاءت بعد دخول الثورة السورية عامها الحادي عشر ، وبعد أن مضى على العلاقات المستجدة واتفاقيات المرحلة الثانية المتجددة بين النظام من جهة ، وحزب العمال الكردستاني من جهة أخرى نحو عشرة أعوام .
وناقصة :
لانها لم تكشف عن التفاصيل الرئيسية من قبيل : من قام بالتوسط بين الطرفين ؟ ومن هو مبعوث الأسد الذي توجه الى السليمانية للقاء ممثلي – ب ك ك – ؟ وكم جولة تخللت المحادثات ؟ وماهي البنود التي تم الاتفاق عليها ؟ ومن هم الوسطاء والشهود من جانب النظام الإيراني الى جانب رئيس العراق الأسبق المرحوم جلال الطالباني ؟ وكيف وباية وسيلة وعبر اية طرق وصل مسلحو ب ك ك الى سوريا ؟ وأين استقروا بالبداية ؟ وماذا كانت مهامهم ؟ ومن أشرف عليهم من جانب النظام ؟ .
ومسيسة :
لأن الشهادة خارجة عن السرب ، لها غرض سياسي آني تخدم أجندات جهات من النظام الإقليمي الرسمي ، ولاعلاقة لها بمتطلبات مصالح الشعب السوري ، وثورته ، ومعارضته الحقيقية وقد تحمل رسائل مشفرة لا يستطيع فكها الا أجهزة أمن النظام العربي الرسمي .
ان النظام العربي الرسمي الذي يعتبر ثورة السوريين على نظام بلادهم الدكتاتوري المستبد مجرد ورقة تلعب بها متى تشاء ، وتستخدمها وقت الحاجة لخدمة مصالح المحاور المتصارعة ، غير آبه بتاريخ واحداث ، وتحولات تلك الثورة العظيمة وأهدافها ، ومن هم اعداؤها ، وأصدقاؤها ، ومن هم فرسان الردة المضادة فيها ، ففي غضون السنوات العشر المنصرمة ساهم النظام العربي الرسمي في اثارة الفرقة والانقسام بين الوطنيين السوريين ، وفنح أبوابه لقوى الردة ، واستقبل ممثلي ( ب ك ك وقسد ) وقدم لهم الدعم والحماية ، وسخر لهم وسائل اعلامه ، والآن وبعد كل هذه المدة يقدم الشهادات المتاخرة ، والناقصة ، والمريبة .
معظم ان لم نقل كل أطياف وشخصيات المعارضة السورية ( الإسلامية منها والقومية والبعثية الوافدة ) لايبحثون عن حقائق الوضع الكردي السوري ، ولايعترفون بوجود الشعب الكردي ، وحركته الوطنية ، وتاريخ مناضليها الذين قارعوا الاستبداد ، ويتجاهلون الكرد الوطنييون الذين وقفوا مع الثورة ومازالوا ، ولايأبهون لمواقفهم ولا لشهاداتهم بشأن الحالة الكردية الخاصة ، فقبل هذه الشهادة الناقصة المتأخرة بنحو عشرة أعوام كشف الوطنييون الكرد السورييون شهادات حقيقية موثقة حول موضوعنا المطروح المتعلق ب ب ك ك ودوره من الالف الى الياء ، حتى قبل ان يتحول السيد حجاب ( معارضا ) .
باستثناء قلة من الذين تخلوا عن مبادئ حزب البعث وتحولوا يسارا ، لم أجد في طول تاريخ البعثيين السوريين الذين وفدوا من صلب النظام ، والتحقوا بصفوف الشعب !! ، أأن قدم واحدا منهم استقالته عن البعث علنا ، أو اعترف بالخطايا ، أو كشف عن كل الاسرار بصدق وصراحة ، بدء من المرحوم عبد الحليم خدام وانتهاء بالسيد رياض حجاب وبينهما المئات والالاف .
والقضية تحتاج الى نقاش.