قصة قصيرة ..
توقف نوبار أسفل أحدى التلال الواطئة ، ترجل عن جواده الكُميت ، وهو يتنفس الهواء القارس القادم شمالاً ،
لم تصدق عيناه المشهد… .!!!!
كانت يداه ترتجفان لا للبرد والصقيع المحتل لجغرافية كوردستان وارمينيا ، بل من هول المشهد الذي أمامه ، كانت أفكاره تجوب مساحات واسعة من خياله المتعب ..
تذكر كلام صديقه “محو” الكوردي في الجيش العثماني (قرى بأكملها تم حرقها نساء تم تقطيع اجسادهن والتمثيل بهن ، ورجال تم قتلهم ونحرهم من دون رأفة ، كل ذلك بقرار من السلطان العثماني )
لم يصدق ما قاله محو له ، وها هو المشهد حي امام الضابط في الجيش العثماني “نوبار“…
تذكر أهله في آگري ، كانت المخيلة المنهكة ترتجف من خوف ما قد حصل ، هل حصل لهم ما حصل لأرمن آمد (ديار بكر) فهو في النهاية ارمني وليس تركياً …!!
صرخ نوبار واستل بندقيته كالمجنون ، والتفت نحو اليمين واليسار يريد الانتقام ، بدا بسيل من الشتائم بلغته الارمنية وبالكوردية ، شتم الجهات ، شتم الهواء ، شتم الارض ، شتم البنادق وتجار الحروب والدين ، لم يكن يعرف شيئاً عن السياسة دخل في دوامة من الضياع ،
نزع رتبته العسكرية العثمانية ، رماها على الارض ، بصق عليها وبدأ بالدعس بجزمته العسكرية عليها وكانها العدو وبدأ بالبكاء ….
كيف يشارك مع العثمانيين الحرب في الغرب وبنفس اللحظة يتم ارتكاب المجاز بأهله من قبلهم في الشرق… !!!
رفع بندقيته ونادى : يا الله لماذا لماذا ..؟
واطلق الرصاصة اليتيمة في مخزن بندقيته نحو السماء،
وهوى على الأرض ..