بقلم / أحمد إبراهيم
كثيراً ما يدور الحديث حول القراءة وأهميتها ، و دور الكتاب في المجتمع وتكوين وعي سليم خالي من الشوائب بقدر الإمكان، ومن أولويات هذا الأمر أن تكون القراءة منظمة وهادفة لتحقيق الغاية المرجوة منها ، وهي اكتساب الوعي السليم وتحليل الأمور بنظرة مختلفة تكون أقرب للصواب وتحمل الإيجابية
. كانت القراءة ومازالت الطريقة المُثلى لإثراء الرصيد الثقافي في مختلف المجالات والفنون العلمية والأدبية .
ومنذ أن دخلت القراءة حياة الإنسان ازداد ثقافة ورجاحة في التواصل مع الثقافات والحضارات الأخرى ، و الإنسان بطبيعة حاله توّاق للمعرفة والعلم ويحب السعي في مدرجات الحضارة للاطلاع على الأحداث والمجريات في ما جرى وفي ما سيجري مستقبلاً
. والإنسان كثير التساؤل حتى طرأ تساؤل مهم في عقول الناس ، لماذا نقرأ …؟
و وجهوا السؤال ذاته إلى عمالقة الأدب وفطاحلة الكُتاب الكبار وكان لجواب “العقاد” صدى كبير بين القراء حين سُئل لماذا نقرأ، فقال : لست أهوى القراءة لأكتب ، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب .. و إنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة ، وحياة واحدة لا تكفيني ، والقراءة – دون غيرها – هي التي تعطيني أكثر من حياة ، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق.
نعم من ناحية العمق في الفكر و الثقافة والوعي وكامل المجالات إذا جعلنا الكتاب الصديق الوحيد لنا ومعلّماً لبناء عقولنا.
وكما هو الحال تكاثرت الأجوبة حول هذا الموضوع لكن الإنسان يقرأ لأن القراءة هي ماتدفعه للمزيد من القراءة أكثر وأكثر فمثلاً لو أنك بدأت بقراءة رواية تتكون من جُزئين وأنت تملك جزءاً واحداً بعد أن قرأته و وقفت على تفاصيل وأحداث وشخصيات الرواية ولاحظت التشويق في فصوله وبين سطوره حتى أنهيت قرائته كاملاً ، الفضول والشغف هما ما سيدفعانك لأن تبحث عن الجزء الثاني من الرواية، ومن كتاب إلى كتاب سيكون لك مواقف تزيد من متعة القراءة لديك وتصبح عادة لاتستطيع الفكاك منها.
وكان للكتاب مواقف جميلة مع العلماء والفلاسفة والمفكرين والشعراء وغيرهم الكثير ، ومنهم من تعمق في ذلك حتى أُلفت الكتب عن القراءة وأهمية الكتاب ودوره العظيم ، ومن روائع ما ورد لأمير الشعراء أحمد شوقي في شعره عن الكتاب حين قال
…. أنا من بدل بالكتب الصحابا * لم أجد لي وافيا إلا الكتابا
صاحب إن عبته أو لم تعب * ليس بالواجد للصاحب عابا