لكن هل؟ كانت للمراة كوردية شأن في التاريخ الكردي كبقية النساء في بقية الدول ، نعم فقد لعبت المراة الكردية ادورا متقدمة في المجتمع والسياسة الكرردية ، فشكلت المنظمات ونشرت المجلات وكانت لها بصمات واضحة في الحركات التحررية الكردية وإحداث تغيرات جذرية في المفاهيم التقليدية التي أرتبطت بالنساء ، امثال السيدة ام الكرد مينا خانم قاضي التي أسست الاتحاد النساء الكردستاني في عام ١٩٤٦ وكان هدفها من وراء تلك الجمعية تعليم كل ما تتعلق بها من العلم والخياطة إلى أصدار المجلات و أيضاً مساعدة الرجال والأطفال …والخ.
سميت بأم الكرد لأنها كانت دائماً تنشد إلى الوحدة الكردية، وأيضا هناك سيدة من السيدات النساء الكرديات العفيفات سجلت أسمها بأحرف من الذهب على صفحات التاريخ و تستحق ان تنحني لها الاقلام الواعدة والقامات الصاعدة أنها السيدة “حمايل محمود أغا زيباري” زوجة الملا مصطفى البارزاني كيف أستطاعت ان تخافظ على أولادها وتزرع الروح القومية وعدم الاستسلام بغياب زوجها البارزاني عندما كان مضطراً السفر إلى روسيا لمدة ١٢ سنة و المرأة الأيزيدية صاحبة الخصال الحميدة والأخلاق الفضيلة ” ميان خاتون ” واحدة من النساء اللواتي أستطاعت أن تلعب دوراً هاماً في إدارة شؤون أقليتها الدينية ، وهي تنتمي إلى سلالة أمراء الديانة اليزيدية ، وهناك أيضاً احد رموز المقاومة الكردية” ماركريت جورج شيلو ” ثائرة كردية اشورية تنضم الى البيشمركة الاوائل ، وشاركت القتال في ثورة أيلول وكان لها دور بارز في معركة وادي زاويتا ضد النظام العراقي في عام ١٩٦١ و ليلي زانا ، أنتخبت كأول أمرأة كردية للبرلمان التركي عام ١٩٩١ ، ولا يمكن التغاطي عما فعلتها في خطاب التنصيب أذ عرفت نفسها ككردية وتحدثت باللغة الكردية ، لتتجرد من حصانتها وتحكم عليها بالسجن لمدة 15 سنة . وليلى قاسم الناشطة الكردية التي دافعت عن قوميتها وحقوق الأكراد ضد نظام البعث في العراق ، أستشهدت بعد أعدامها من قبل نظام البعث ، كما كانت وما زالت للنساء الكرديات في سوريا بطولات تستشهد بها محليا وعالمياً في محاربة داعش والدفاع عن أرضيهم ضد عمليات تركيا الاحتلالية ، لتغدو قدوة تقتدى بها في كل العالم .
ومازال هناك الكثير والكثير من النساء في تاريخ الحضارة الكردية العريقة واصالة حاضرها البهية لم نتحدث عنها لأنها لا تعد ولا تحصى ، ومع كل هذا ومع التحسن في حصول المرأة على حقوقها المشروعة ، لا تزال هناك مشاكل تتعلق بالمساواة بين الجنسين والزواج القسري وجرائم الشرف ، كما انها ما تزال تتعرض لختان الاناث ” تشويه للأعضاء التناسلية الأنثوية ” ” في بعض المناطق . على النقيض من الدور الكبير للمرأة في الحياة والمجتمع لا تزال الفوارق الصارخة بين الجنسين موجودة في المجالات الاقتصادية والسياسية.
وفيما تحقق بعض التقدم على مدى العقود، ألا أنه وحسب أحصائيات للأم المتحدة لا تزال المرأة تكسب أقل من الرجال في سوق العمل على مستوى العالم بنسبة 24 في المائة . ففي عام 2015، لم يكن هناك سوى 22 في المائة من جميع البرلمانيين الوطنيين هم من الإناث، وهو ارتفاع بطيء من 11.3 في المائة في عام 1995.
أن المسيرة طويلة وشاقة لتحصل المرأة على كامل حقوقها ولكنها مسيرة تستحق النضال والتضحية …
وأذا اردتم أن تعرفوا رقي أمة فأنظروا إلى حال نسائها ..
أمل حسن ..