في الأول من أيار من كل عامٍ ، يبقى وضع العمال على ماهو عليه ، أو يتجه نحو الأسوأ .
تكريم الكادحين بالتصفيق لا يغنيهم ، و الاحتفالات لا تسد رمق جوعهم ، و الخطابات لا تثمر ، أما الشعارات فتندرج في إطار التقاليد لا أكثر .
أي عيدٍ في ظل تفاقم ضائقتهم المعيشية ؟!
و هل هناك فسحة أملٍ مع فرط التسويف و المماطلة ؟!
نعم هناك الإحباط و الاحتقان من شدة القهر !!!
يمضي العيد سريعاً ، و تمر العطلة بعجالةٍ ، و يذهب العامل إلى مكان عمله ، فيعود خالي الأماني – كما كان قبل العيد – واضعاً يده على قلبه من شدة الضائقة المالية ، و الزيادة من وتيرة مطالب العائلة .
البعد الشاسع بين جنون الأسعار و تدني مستوى الرواتب ، يثقل كاهله ، إضافةً إلى استغلاله من قبل أرباب العمل .
لا وزارة العمل تسعى لإيجاد حلولٍ ناجعةٍ ، و لا النقابات لها حولٌ أو قوةٌ في التغيير نحو الأفضل .
في معظم بلدان الشرق التعيسة – و بالأخص في سوريا – القطاعات الإنتاجية في تراجعٍ واضحٍ ، و المنشآت الصناعية متوقفةٌ ، منسوب البطالة مرعبٌ ، و الاقتصاد منهارٌ بالمطلق ، و مستوى المعيشة مفزعٌ ، و البحث عن الحلول متوقفٌ . …
القطاع الخاص قد يكون له الدور التنمويُّ ، لكن ليس على حساب إلحاق الخسائر بقطاعات الإنتاج الوطنيِّ .
تفعيل قوانين التأمينات الإجتماعية بطيءٌ ، ضمان الأمن الوظيفيِّ شبه معدومٍ ، و الفساد متغلغلٌ في مجمل أوصال قطاعات العمل .
و الطامة الكبرى في هجمة لعنة كورونا التي أغلقت الكثير من أماكن العمل ، و تسريح الكثير من العمال نتيجة الحظر و التباعد الاجتماعيِّ .
ظروف بيئة العمل سيئةٌ ، و معايير الأمان و الصحة غير مجديةٍ . فكيف لبلدٍ محتلٍ محطمٍ كسوريا أن تنهض ، و نسبة الذين يرزحون تحت خط الفقر تجاوز 87 % نتيجة الحرب العالمية الاستعمارية عليها ؟!!
من لم يمزق جسده بالقصف ، مات بالكورونا ، و من لم يلقي حتفه بالغرق بعد التشرد ، خرج هارباً من جحيم تلك الحرب الليعنة فلم يعد .
و ناهيك عن غزو البضائع الخارجية لجعل البلد سوقاً لتصريف منتوجات المستعِمرين .
ففي خضم كل ماسلف : تضامن العمال واجبٌ حتميٌّ ، و وحدة الكادحين ضرورةٌ ملحةٌ للقيام بثورةٍ حقيقيةٍ دفاعاً عن مصالحهم ، لاسترداد حقوقهم بالتنظيم و التنسيق بين نقاباتهم و كافة الهيئات التي تخصهم .
فكل عامٍ و طبقتنا العاملة مطالبةٌ بالاعتماد على نفسها ، و الدفاع عن مصالحها ضد أطماع المستغِلين و الفاسدين و عملاء الخارج ، و عدم الترويض أو تصديق الشعارات الكاذبة لأصحاب الشأن .
قراءة 106 روماف – رأي عز الدين ملا بعد أن كان العالم يراقب الانتخابات الأمريكية ونتائجها، والتي انقسم بين من... الكورد وترامب.. وضبابية المشهد المستقبلي