روماف – رأي
عبدالجبار قاسم
تبرز أهمية ثقافة الفرد والمجتمعات والتنظيمات والمؤسسات والتنظيمات والدساتير والعقائد السائدة في التعامل مع الواقع البشري ومع الموجودات سواء أكانت الثقافة مادية أو معنوية، ممنهجة أو عفوية، ثقافة سياسية- تنظيمية – علمانية أو روحانية……… .الخ،
وإمتدادات ذلك الواقع بين الماضي والحاضر من خلال إدراك الواقع في بنيته وتركيبه وجوهره ومضمونه وتفاعلاته وتداخلاته والعوامل المؤثرة فيه والوسائل القادرة على استنهاضه وتوظيف قدراته لبناء الحاضر وصياغة المستقبل المنشود، ونظرا لما للثقافة بكل أنواعها ومسمياتها من أهمية كبيرة في المجتمعات البشرية فهي بالتالي موروث بشري ومعرفة مكتسبة وفق طرائق التحليل والتدقيق المنتظمين و التي تنسجم مع المعطيات العلمية وإنجازاته المتطورة وكل ما صنعه الإنسان عبر التاريخ وتشكل في مجرى تاريخه وحياته وتفاعله مع الأوساط البشرية والطبيعة.
فهي مجمل النتاج الفكري والمادي للمجتمع بمظاهره الأدبية والعلمية والفنية، وما يتضمنه من قيم وأفكار ومشاعر وعادات وتقاليد وأعراف ومعتقدات في الحياة وآليات تنظيمها، فهي عملية النشاط الإبداعي الفكري والمادي وإبداع الوسائل القادرة على تحقيق وجود فاعل وإيجابي للمعطيات الفكرية والمادية من خلال التجسيد العملي لهذه المعطيات في الواقع الإجتماعي بما يستجيب لمصلحة المجتمع المعني ويحقق فاعلية قدراتها الكامنة، والثقافة من حيث البنية والتركيب فهي تكونت عبر مراحل تاريخية عدة من عناصر ومكونات محلية خاصة وعالمية عامة بأهداف ومضامين مختلفة ومتباينة ومن خلال ذلك لابد من النظر إليها وفهمها كنظام حركي مكوّن من عوامل مختلفة، مترابطة ومتفاعلة فيما بينها وعلى نحو وثيق، لذا يمكن القول إن عددا من عناصرها المهمة وثيقة الإرتباط بالإيديولوجيا التي تندرج بدورها في نواتج كثيرة في الثقافة، وإن نوعية الأيديولوجيا ومضمونها هما اللذان يحددان أيضا مضمون الثقافة وهدفها، وطبيعة الأيديولوجيا ترتبط برسالة الثقافة وهدفها في تغيير الواقع، ونظرا لإرتباط الثقافة بالأيديولوجيا التي تحدد ماهية الثقافة وأهدافها فلها تلك الأهمية المتزايدة في المجتمعات، وبالتالي تتحول الثقافة بأبعادها السياسية والإجتماعية إلى ساحة صراع سياسي وإجتماعي وعامل مؤثر في المجتمع الدولي وتتوضح فعالية الثقافة وتأثيرها عبر النقاط التالية:
-ازدياد الدور الإجتماعي والسياسي للثقافة.
-الإزدياد المستمر في تعقيد بنية الثقافة وتركيبها كبناء متشعب نتيجة نتيجة الثورة العلمية التقنية والتكنولوجية والمعلومات والاتصالات.
– ازياد مظاهر التباين الثقافي في العالم بين ثقافة مجتمعات الدول المتطورة المنتجة وبخاصة بعد التطور العلمي والتقني والمعلوماتي الهائل، وثقافة مجتمعات الدول النامية.
كرديا ومنذ مئات السنين تتعرض الهوية القومية الثقافية الكردية الى غزو ثقافي منظم وممنهج من قبل الأنظمة المحتلة لكردستان لتغييب الثقافة القومية الكردية وطمس معالمها الحضاري.
من جانب آخر نرى ان هناك تهميشا للجانب الثقافي وان اغلب اهتمامنا منصب نحو تشكيل المزيد من الاحزاب الفيسبوكية وباعتقادي ان تهميش الجانب الثقافي له أثر واضح على وضعنا الراهن المترهل.
لابد من التأكيد ان للثقافة مكانة خاصة في عالم اليوم وأهمية مستقبلية لما لها من أهمية بمفهومها الواسع وفعاليتها الكبيرة وحركتها المستمرة، المحرك الأساسي للتاريخ كونها مظهر للوعي من جهة وكذلك أداة لتنظيم وتطور الوعي بمختلف أشكاله من جهة أخرى.
وأخيرا فإن وظيفة الثقافة ودورها الهام يتعدى حدودها ليصل ويشمل العديد من جوانب الحياة السياسية،الإقتصادية، الإجتماعية والعلمية أي أن وظيفتها عامة في المكان بمعنى وظيفة مجتمعية، وعامة ومستمرة في الزمان بمعنى وظيفة تاريخية لا تقف عند حدود معينة أو مرحلة زمنية محددة وتشكل قاعدة ومنطلق لإبداعات المجتمع البشري، ونوعية الإبداعات الفكرية وتجسيداتها المادية تحددان في النهاية نوعية الثقافة القائمة عند مجتمع ما في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة لثقافة كردية مقاومة لمشاريع التهجير وسياسات الدول المحتلة الكردية، مع الاهتمام اللازم بثقافة التعايش السلمي والسلم الاهلي التي هي جزء هام من ثقافتنا الكردية منذ قرون والتي تتجلى في السلوك والتعامل الاجتماعي لشعبنا مع شعوب المنطقة والمكونات العرقية والدينية لكردستان.