وليد حاج عبد القادر
في واحدة من أكبر الإنكشافات، وبتحد مع كل التقيات المستنفذة أصلا سواهم الشهداء البررة ، وما رافق ذلك حجم السقوط المذهل لأجهزة استخبارات منظومة PKK والمولفة فقط على استهداف الكورد قوميا أنى كانوا ، هذا الإنكشاف الذي لازال يطرح أكثر من تساؤل ؟ ومعها وفي عودة من جديد الى مبدأ ذات التقيات التي لم تزل تمارس وباستبداد فظ في مناطقنا الكوردية وبسلاح ذي حدين تجاوزت حتى سلوكية التصفيات الجسدية عنفا ، وكترسيخ تمادت بجبريتها وسبقت بها غالبية الكهنوتيات الوضعية ، و .. بقيت هي ذاتها نمطية كما وعقديات حزب العمال الكوردستاني وبكل قوة مختبراتها بمقاصلها لابل وبكل الآليات المتوفرة ، سخرتها في تطوير وتنفيذ الممارسة الستالينية بعنفها التصفوي وما تسميه هي بالتشذيبي / التأديبي ، وفي السنين الأخيرة ركزت و بمازوشية فظيعة وبممارسة متناقضة الى درجة الذهول على الزوتشية من خلال التوجه وبفظاعة عقائدية ، تسعى الى استنساخ تجربة كيم إيل سونغ الكوري الشمالي وإن كان الأنموذج – اوجلان – أسيرا / معتقلا ولكنه يستثمر ولايزال وباقصى طاقة ممكنة ، هذا الإستثمار ومهما تفننوا فهي ما ولن تخدم سوى بعض من ضجيج بروباغندا في سوق بورصاتهم المنكشفة أصلا ، في الوقت الذي يتشارك آخرون وعلى نقيضهم بمطالبات جادة بالحرية له ، مع انهم وكغالبية مختلفين مع عتاة قنديل بمراييعهم وقطيعياتهم المنغمسة بكل طاقاتها في غمار وعي مستلب تماما ومبرمج ، ولكن ؟ فقط على النصر وان كانت كارثة ؟! والبطولة وان خلفت ورائها انكسارات وأيضا فظيعة .
أجل ان التطويب – القداسوي للشهادة أمر تكاد ان تتفق عليها منظومة الرأي العام الإنساني ، ولكنها في ذات السياق تطرح اوجها عديدة إن لمفاهيمها وبالتالي افرازاتها والسؤال الأكثر تداولا هو : أجدلية النضال هو الاهم ؟! أم جدلية الشهادة كاستثمار فقط بتقيتها لا نتائجها ؟ و – بتصوري – ان هاتان المعادلتان تختزلان كثيرا من الأطر والمفاهيم وكلاهما في علاقة تشابكية فقد يؤدي النضال الى شهادة ، والشهادة نضال وعمرها ماكانت غاية من اجل غاية ومن هنا فأن شعار كلنا مشاريع شهادة فيها مافيها من تداخل للقيم النضالية . وجعلها للشهادة بحد ذاتها كفائض قيمة لبروباغندا وإن كانت صفر نتيجة .
إن برمجة الوعي المجتمعي وتسويفها منهجيا ، ومن جديد وفق سياقية الضبط التنظيمي وبهرجة المواقف وبترسانة اسمنت مسلح تخرس الافواه ، وبإغماضات قسرية للعيون يترافق مع جبر في تسديد الآذان ، كل هذا وبمتوالية ضجيج مجموعات الإنشاد والتغرير وتحوير الحقائق ، ومن ثم ، وهذه هي الاهم في سايكولوجية هكذا أنماط عقدية : تضخيم مفهوم المقاومة وبمقياس ريختر اسطوري تقلب الوقائع بديماغوجيا مافوق واقعية ، وفقط لتتوازى الإنتصارات الموهومة مع عدد الشهداء الذين نحترم ، هذه من جهة ، ومن جهة اخرى تتواتر مفاهيم ترسيخ تلك الثقافة البائسة في قداسوية الحزب وضرورة البقاء وإن – طار – نصف الشعب والأرض ! نعم ! أن تحويل الإنكسارات الى انتصارات والتركيز على ثقافة المقاومة ، وتحصين حرمة الشهادة التي نقر بها جميعا ولكن ؟ أوليس من المفترض وكجدل هنا ؟ وإن أتت بصيغة سؤال تنتج اسئلة ؟ عن أية مقاومة تتحدث ؟ ومن أجل ماذا ؟ وبالتالي : وكظاهرة سجن الحسكة واستهدافها بهكذا عملية وبهذا الزخم الكبير جدا ؟ او لا يفترض او وبعبارة ادق ؟ او لم تتوفر كامل المعطيات ومعها جميع التفاصيل التي كانت ستسهل عملية إفشالها ؟! وبالتالي بساطة التصدي للعملية إستخباراتيا ؟ .
أجل ! لقد توفرت لدى اجهزتهم معلومات وفيرة ، واذيعت على العالم ، وباتت العملية مكشوفة بتفاصيلها الدقيقة ؟ والحالة هذه ؟ الا يحق لأبسط متابع ان يطرح سؤالا وإن كان سيبدو ساذجا ؟ لماذا نشرتم وبالصوت والصورة تلك المعلومات ؟ هل كانت لبدعة ديكورية وتبيان مدى قدرة واستعداد وجاهزية !! .. واضيفوا عليها ما تشاؤون من العبارات كنفخ في كور الدعاية والتضخيم ؟ و .. نفذ الظلاميون عمليتهم وتم ما تم ، وهنا اؤكد باننا جميعا تابعنا واطلعنا على تفاصيل كثيرة غطتها اعلام قسد ذاتها ! ولكن ؟ أما كان في الإمكان استخدام المعلومات التي تم انتزاعها من قائد العملية الرئيس ؟ وهنا لن نزعجكم بسيل الأسئلة التي تتراكم وتنكشف يوميا عن التسيب والخرق الأمني الفظيع والذي ركزنا عليها مرارا فكانت دمغة الأردوغانية فقط هي ما تردون بها علينا ، على الرغم من أن الرخاوة وللآن كما الخلل والمال الأسود يمشي كالسيل في دهاليز بعض من القيادات المحصنة حتى لا نقول المصونة ، وذلك حسب مصادر منهم ، إن حجم الخسائر واعداد الشهداء والكم الكبير ممن تم تهريبهم ببراعة ، والأيادي القذرة بشخوصها المخترقة لقسد ، ولربما ! لابل وهناك تساؤلات عن إحتمالات كبيرة تشير الى تورط قيادات وذي مراكز سيادية فيها ، لأن نمط وآلية عمليات التغطية والتمويه سواء في التحضير لها او اثنائها والمهم حسبما سرب بعد السيطرة على السجن بأن داعش نفذت جزئيات رئيسة وهامة من مخططها بتهريب بعض من قادتها المجرمين . وهنا وفي العودة الى موضوع المقال ، وبعيدا عن سرديات وآليات المنظومة ومنهجياتها ومع أن الغالبية باتت تعلم بأن ركائزها التي تعتمد على تطوير بنى – حاضنات وبكل اسف هيأت غالبيتها فقط لتستهدف التدمير البنيوي إن للوعي الفردي أو تشطب كماسحة أية قابلية للنقد والتعبير ، كما ومهدت لتأسيس حلقيات جمعية محوطة وبقداسات مطوقة بممغنطات كاسحة ومدمرة لأية سبل لنقد او معارضة ولأية قضية يراها طبقة الدهاقنة وكل – مداخلة !! عكس ذلك – ادت – تؤدي بممارسه الى غياهب مجهول أهونها التصفية الفورية ، وهناك عشرات الحالات التي تؤكد ذلك .
إن أشد المخاطر وأفظعها كارثية هي استنباط شعارات ملغمة بكل ما تحويها هذه الكلمة من معان ، كما مصطلح – لغم حق الدفاع المشروع ( والذي يذكرنا بمفاهيم التوازن الإستراتيجي ومحاربة الإمبريالية الأمريكية ولكن في جاكرتا وباندونغ ) ، شريطة الإبتعاد عن التصادم المباشر كما منظومة حزب العمال الكوردستاني ومقاومتها للطورانية التركية من سنجار ومخمور ، والمطالبة بفك اسر السيد اوجلان بمظاهرات احتجاجية في عفرين وقامشلو وديريك ، بينما تعج كبريات مدن تركيا وكوردستانها بملايين الكورد ! وهنا ؟ ألا يحق لنا ان نتساءل ؟ أين هي احتجاجاتهم هناك .. وهل هم عاجزون عن تنفيذ عصيانات مدنية لا لتدمير وتهجير اكرادها كما فعلها جميل بايق ومعه مراد قره يلان ؟! .. دلونا على حجم المسيرات الجماهيرية التي نفذوها ؟ .. اجزم وبالتأكيد على انهم غير مستعدين على الإطلاق لممارسة أية انشطة نضالية سلمية ، لابل هم مصممون على عسكرة وممارسة ذات المنطق ، وكل ذلك لسبب بسيط جدا فهم تجاهلوا عملية الربط الوثيق بين انشطة الكفاح المسلح ومستلزماتها ، ومن ثم ربطها مجددا بحلقيات تهيئ لظروف الإنتقال من الحالة العسكرية الى الحالة المدنية كواحدة من اهم إفرازات العملية السلمية ، وخلاصة القول : إن المنظومة ! أية منظومة تكن وبارتهانها على البروباغندا في مجمل ممارساتها التطبيقية ستصبح هي ذاتها مجرد الواح لهلام مفرغ وغير مرئي ومجرد اشباح وكظلال تتبع شخوصها لا أكثر .