روماف – رأي
وليد حاج عبد القادر
لعل من أقدم السلوكيات التي وقفت عليها المجتمعات البشرية منذ فجر التاريخ ، لابل ومن أشدها خطورة ، هي تلك المظاهر التي تطفح كأعراض لمتلازمة أسميها – شخصيا – بمرض النرجسية ، ولعل اهمها ما يتمظهر بشكل خاص كإنعكاس لرهاب وقمع ذاتوي متراكب ، وكظاهرة يتراكب فيه الوعي المهووس فتبدو له بأن العالم كله إنما يستهدفه ، لكونه الأوحد الذي يمكنه أن ينقذ البشرية جمعاء من كارثة محققة . وهنا وأمام هكذا نمط سايكولوجي ، وعندما نقوم بتبرير مزاعمهم ، حينها سيكون من الطبيعي ان تصبح الإستنتاجات المتنوعة جاهزة ولنستمر نحن في بذل الجهد لتكذيب الخبر حينا ، او تعليله لابل – وبكل بساطة – قد نستخدمها كوسيلة لزيادة وتيرة الحقد على من هم يفترض بهم معارضتنا .. إن خلق طواحين هواء وتوزيعها مخيالا ، كما الماء الرقراق وقد نرجس – بضم النون – لمهووسين بعقدهم الذاتوية تضخما ، ولتتأشكل من إثرها عقد قد تتكتل في المخيلة فتتضخم هي ذاتها عقد الفردانية ، وهي لعمري انعكاسها أصعب من وجودها الفعلي ، والأقسى في هذه الحالة ان كنت تصرح في مسببات امر تحارب من اجله مزعوما وفعليا تمارس نقيضه تماما …. من يجعل من ثقافة التبرير مسلكا عليه الا يتفاجأ بحجم التناقضات الكبيرة والتي ستشرخ في كيانيته مهما تفولذ .
وعليه فقد دأب كثيرون في الرهان على الوقت ، وهي من أبشع الرهانات التي لا تودي بصاحبه إلى الجمود فقط ، بقدر ما تدمر بعضا من فسحات الأمل ، وحاله كحال المتصنع صما ويهزهز رأسه يومئ مع كل جملة وفي نهاية الحديث يسأل المتحدث – ته كوتا جي ؟ – ماذا قلت ؟ ..
وعليه ياناس ؟! إن الإنكشاف السياسي يتوضح وبسرعة الضوء مثل الشفق القطبي ، ومنطقتنا هي من أكثر البقع المنكشفة – حتى بمناوراتها ! وهدر أوقاتها ، ولهذا فأن تغليب الذات مهما تقوقع وانعزل ! هي وحدها الروح الجمعية التي تبقى كسلاح أمضى لاستيعابها وتهميش الجمع وإبراز الفرديات كأطواق نجاة ليست سوى وستبقى كما هي فقط نياشين للذات . وهنا ومهما برعنا تعمقا في التفكير ، ومعها حتى لو حملت أحدث منظار مطور لهابل وبحثت فيه عن اسمك وقلبت فيها بكل الإتجاهات عن كل مايقال عنك او ؟ ان ؟ تضخّم ذاتك المهمشة خارجيا وبمآزقك الجوانية بتراكماتها ، وهشاشة مكنوناتك التي صرفتها في اللاشيء ورمتك الى لاشيء ولسبب بسيط : لم تكن واثقا من نفسك وتبجحت أنت بما ليس لك فيه ، وعليه لأن أول من يكذبك هو ذاتك ، ولهذا السبب امثالك يلعنون المقصات ، أو يتكبرون بالألوان الزاهية التي ترضيهم ، هذا أولا ، وثانيا ماكلّ من ذكرك إذا كان هو جوهرة فمعناه إنك صرت جوهرة ولكنه لربما يجعلك والتقوقع ـ من القوقعة ـ والعودة القهقرى الى حجمك ، وهنا يفترض بنا وكبداهة الا نعطي أية قيمة معيارية لمصطلحي الحرية والديمقراطية ، واللتان قد تبدوان كلمتان بلا معنى إذا ما ترجمها الناطقون بها الى واقع ، بودّي لو قام القيّمون على أمر السياسة والفكر والحكم أو من يسعى اليها ، لو درسوا الحالة الكوردية ومزاج الشارع الكوردي لقرّوها للفدرالية .. نعم الفدرالية كترجمة لمبدأ حق تقرير المصير للشعب الكوردي .
ان المصلحة العليا / العامة يفترض بها ان تكون الوعاء الحاضن لكل المصالح التي تتفرع منها لا الإستحواذ عليها وتلخيصها ذاتويا . هذا الأمر الذي يذكرني جبرا بعشرات الحالات التي تهجج الوعي الجمعي إلى درجة التشظي رغم دجل النظم في توفير آليات وروابط التناغم المجتمعي ، وكحالة من هذيان شعور التسيد استبدادا وبعنف وقوة النظام المانح ، هذا الشعور الذي لا يتجاهله حامله في أي موقع و .. ينسى بأنه محكوم بالإدانة ووفق القانون ، كحالة أحدهم حيث قاطعني وأنا أسأل واحدة من دور النشر في معرض ابوظبي للكتاب قبل عدة سنوات ، فيما اذا كانت تتوفر عنده كتب باللغة الكوردية ؟! .. قاطعني واحد من تابعية الأمة الما وراء ديمقراطية وبنرفزة : وهل للكورد لغة حتى تكتب ؟! .. أجبته في لا وعيك وجبروتك كما وعقليتك يمكن ان لا توجد لغة كوردية مكتوبة ، أما أنا فأمارسه شخصيا قولا منذ أن فطمتني أمي أي قبل 57 سنة ( الحديث كان قبل حوالي 8 سنوات ) وأكتبه أيضا منذ عقود ياهذا ؟! ويبدو أن كلمة ياهذا ضايقته كثيرا وقال : أنا أعرفك من خلال التلفزيونات وأنا ابن قرية / ….. الغمر / وحتى جماعتك متفقين معي بأنو لا وجود لكوردستان / وللآن اللغة العربية هي الأساس !! … قلت له : وانت لو ذكرت اسم قريتك من دون لاحقة الغمر هل يعرفها أحد ؟ .. وبالتالي ياهذا من تدعيهم جماعتي – بخششناهم لكم ومازلتم انتم عناصر امن دولته ، والأدهى في الأمر انتبهت ليده حيث كان يحمل جزءا من مقدمة ابن خلدون ولزيادة نرفزته اختصرت معه قائلا تعمق في الملل والنحل وبعدها .. تعال لنتناقش !! وسط ذهول موظف الدار وآخرين كانوا يستمعون لنا …. فعلى أية أرضية هي تفاهماتنا ياسادة مع هكذا أنماط من الشركاء ؟! .
إن انفعال ابن القرية المغمورية والخاضعة لشرعيتي البعث المتحلق وقانون الأمة الديمقراطية وهو / ابن القرية / يتمنطق مجلدا من مقدمة ابن خلدون !! ذكرني بحالة ذاك العروبي البعثي العراقي والذي ظل يتباهى بانتمائه لفدائيي صدام حينما التقيته في احدى الشركات بدبي سنة 2006 وبما أن مصطلح كاكا كان ولايزال دارجا مثل مصطلح سير او مستر او السيد ومعروف بأن الكورد هم اكثر من يستخدمها ، ولهذا ما أن خاطبته ب / كاكا / حتى قاطعني وبعنف / أنا ماني كاكا وما يشرفني / و .. نهضت واقفا وقلت : وأنا يشرفني بأنني كاكا وبن كاكا وحفيد كاكا ولا يشرفني أن أجلس مع من تلوثت يداه بدماء ال / كاكا / ونويت الإنصراف رغم تشبث صاحب الشركة والضيوف و …. الأدهى أعزتي فأن النقاش كان يتمحور كدردشة حول الحل الإسلامي لأزمة العراق وممارسات الإرهابيين !! … هي عقدتهم وعدم تقبلهم حتى للفظة كوردية !! ترى : ألهذه الغاية نحن / !! / نسعى بكل جهدنا لنزيل ارتيابهم بشطب انتمائنا او الإرتقاء بذواتنا الى سوية تلطفهم و …. تقبلنا !! …