ثقافي أدبي مستقل

سيجارتي الأخيرة

1

- الإعلانات -

روماف – ثقافة 

كنتِ صديقتي في سفرِِ طويل لا أعلم وجهته و لا اتجاهه إلا أني كنت هاربةً من بؤس لألقى الجحيم…

ليأتي يوم وأعلم أن الهرب صفة الشجعان لا الضعفاء كما رسمت الأساطير في عقولنا الصغيرة.

أنتِ تعلمين بأني لم أحبكِ يوماََ….

كانت رائحتك تثير غثياني…لم أتصور أن يستطيع المرء الاقتراب من أشياء لا يحبها…

الأمر كان بالنسبة لي يشبه الزواج التقليدي… كيف ممكن أن نتعايش مع أفكار و تصرفات لا تشبهنا إن لم يكن ذلك بداع الحب. الحب حقاََ يمكننا القول أن الحب كالسيجار؟؟

هو كذلك بدايته لطيفة و تبدأ اللدعات عند النهاية ثم نشعل سيجارة و أخرى حتى تنهك صدورنا….

هي تماماََ بمثابة الفرص التي نمنحها تحت شعار الحب وكأن نقول للسيجارة أنتِ لم تقتلي صدري بعد سأشعل أخرى لتفعل ذلك.

لم أتصور أن أمسك بكِ يوماََ و أهاب انتهاء النفس الاخير و برغم مرارته علماََ أني لا أتقبل فيكِ شيء.

و ضعفي الشجاع قرر يوماََ أن يطفئك إلى الأبد كما قررت منذ البداية شجاعتي الضعيفة أن تشعلك رغماََ عني.

ها أنا ذا اطفئ سيجاري الاخير و أختار نفسي من جديد وأطفئ معك كل نار تآكلت بها روحي منذ زمن لم أدرك به أن الخطأ الأكبر في الحياة هو عدم التخلي عند الشعور بأن المكان لم يعد مناسب لنا.

التعليقات مغلقة.