أقول للعصافير على النوافذ
صباحُ الخير – إن أمكن-
فتزداد بيننا الألفة
أنا الذي ما بكت في جنازاتي سواها..
صباح الخير للعصفور على شباكك
الذي يعرفُ أصل الحكاية
وللدمية الغافية على حافة سريرك
بعضٌ مما تبقى لديك مني
ولوجهك الذي هجرته وهجرني
صباح الخير لي أيضًا
في براح السماء حيث أنظرُ
إلى كُل ما فاتني كما وأنا على الأرض
واضعًا كُرسيًا بعيدًا عن مضمار لا يُشبهني
أراقبه من بعيد وكأنه لا يعنيني
ويقف العُمر شامتًا لما أحدثه فيّ
من خلَل وشلل وخدر.. متسائلًا بتَهَكُم
إن كان أحدهم قد منحني العوَض المزعوم!
سامحني يارب لأنني قررت مقابلة وجهك
دون تحضيرٍ لهيبة الموقف وقبل حتى أن تأذن بذلك
ولكُل ما ظننتك – جهلًا وكُفرًا- تسببتَ به من ظلم وقهر
وامنحني على الأقل جوارك!
صباح الخير للرفاق الذين ضحكت معهم
وغنينا وأهدرنا كُل ما في صدورنا في مكان
كل مطلبنا فيه كان مجرد طمأنة
صباح الخير لأولئك الذين وعدتهم
ألاّ أغيبَ وغبت!