روماف – رأي
حينما يطوطم الإنسان حزبويته لتصل الى مرتبة التقيا التي لا تخطئ مطلقا ، وزعيمها يرقيه الى سوية الآلهة فوق عرش الحزب والشعب والوطن ؟! .. ويتناسى معها فرضية أن يكون هو / الإله المصطنع / أول المضحين كفرض واجب بامته وقضاياها لغاية أمنه الشخصاني ؟! .
وعندما ينقشع الغمام وتتوضح الأمور !! يكون المهول / بتشديد الواو / قد ذهب الى تغريبة ضبابية بكثافة مضغوطة جدا ولكن : رياح الحقيقة دائما هي عاتية تصفق بفحواها في وجه العتاة ! . أجل ؟ أن الرهاب الفكري آفة وخنجر بنصلين يجرح المستهدف وان لم تصبه وتطيح بممارسه ولو بعد حين ! الرهاب هو شقيق الإرهاب لابل أن النصل المستخدم هو كالمشيمة بين اللفظتين ! عندما يفقد بعضهم توازنهم ، ويتجاوزوا أبسط أسس التعاملات وكعجز باطني ينم عن وهن الحجة واهتراء ناطحات الجليد الذائب بفعل وهح شمس الحقيقة .. ان يتحول بعضهم الى منتجي صفحات صفراء بدل المغمسة بدم حقيقي هدر ! أن يتجاوز بعضهم أسس التفاعل المجتمعي !
لعمري أنهم وكما قالها الكورد كحكمة : مهما عكر عليك بعضهم الماء فأنك ستبقى انت النقي ، نعم هي ثقافة اتحاد أصناف الحبر المغمس بدم الشعب في جمهورية مارسوها في الباغوز والهجين ووهج النار يطيح بمدننا الآمنة .. الخزي لكل من يستخدم الكلمة في غير محلها ، والعار لمن يحاول التصيد في مياه يحولها الى آسنة ؟ … كم صغرت القضايا ووهنت عزائم الترابط و .. ندرك بأنها صدمة الوهن الرئيسي الذي تلاشى .. و … ايضا ندرك .. نعم ندرك بأنها هي ذاتها الثقافة الجابرية العصفورية – نسبة لجابر عصفور المصري الذي باع كل إرثه الثقافي بواحد وعشرين يوما وزارية في آخر ايامات مبارك – بكل تجلياتها , هو بالضبط الإنحطاط المعرفي وتخل عن حروف الابجدية الأولى في المفاهيم والقيم المجتمعية المتراكمة ، حينما يصبح / يضع قارئ لأفكار كالحكواتي بمقهى شعبي يردد ما هو موجود في متن صفحات صفراء أمامه قد ينسجم معها كأي ممثل ومجرد تركه الكرسي ينسى / يتناسى أبطاله القراقوزيين ؟ غرامشي وطرابيشي وكل من تصدى للفهم الثقافي لم يتناسوا جعجعة صفافي الكلمات كما كشاشي الحمام ، والعامة أدركت منذ زمن : اولئك الذين تحولوا من استخدام الأحبار السرية في كتابة ما كانوا يكتبونه ! وتحوروا الى النسق الثاني فباتوا يقنعون انفسهم ظنا بجدية قناعاتهم سوى ما يمس خصوصيتهم أو مساواتهم فيما يطلبونها تنفيذا وبطواعية ( مجبرة ) من غيرهم ؟ .