روماف – الحياة والمجتمع
في رحاب الوطن، حيث تتجلى الحياة بكل ألوانها الزاهية، أشعر بنفسي أتنفس عبير الوجود الحقيقي. بعد رحلة طويلة في ربوع السويد البعيدة، عدت إلى حضن الوطن، لأستكين في أحضان جذوري المتأصلة في تراب هذه الأرض الخصبة.
هنا، يلتقي قلبي بنبض الكون، وتتراقص روحي على أنغام الطبيعة الساحرة. الهواء النقي يملأ رئتي بعطر الزيتون ، بينما تداعب أشعة الشمس الدافئة وجنتي بلمسات حنان.
في كل زاوية، تكمن ذكريات طفولتي البريئة، تلك الأيام التي كنت أرتمي في أحضان الأرض دون هم أو كدر.
أتذكر بيتنا القديم، حيث كانت أمي تعد لنا أشهى الأطباق اللبنانية الأصيلة. كل لقمة كانت تحمل طعم الحب والاهتمام، مزيجًا ساحرًا من النكهات المتناغمة مع روح هذه الأرض الكريمة. الفتة والمقالي واللبنة والزعتر، كلها تذكرني بطعم الطفولة وبراءتها.
في الشوارع، أحتضن بأنظاري الوجوه المألوفة، تلك الابتسامات الدافئة التي تشعرني بالأمان والترحيب. أصدقائي القدامى، الذين شاركوني أيام الطفولة وليالي السهر، يفتحون لي ذراعيهم مرحبين بعودتي إلى الحضن الدافئ لبلدي الحبيب.
في كل خطوة، أشعر بالحب يتدفق في عروقي، وينبض في قلبي بقوة لا متناهية. هذه الأرض هي جزء لا يتجزأ مني، وأنا جزء منها، متأصل في تربتها كشجرة قديمة، تمتد جذوري عميقًا في أعماقها.
في الختام، أقول لكم “لقد عدت إلى بيتي الحقيقي، حيث تسكن روحي في سلام وأمان. هذه الأرض هي مهدي ومأواي الأبدي، وسأظل أحتضنها بكل ما أملك من قوة وحب، حتى آخر نفس….