روماف – الحياة والمجتمع

حسب الأساطير الإغريقيّة ربما لم يكتفي بروميثيوس بتشكيل البشر بكل الهبات وإنما قام بسرقة قبس من النار من جبل أوليمبوس وإعطائها للبشر ليزيد من قوتهم ,كان بروميثيوس واحداً من حكماء التايتن بعيد النظر بقدرته على التنبؤ بالمستقبل .

هل نملك نحن البشر بكل تلك الهبات التي منحت لنا، أن نخط أقدارنا، أن نتمسك بما يجول في مخيلتنا ونخطو صوب البدايات .

نلبس البؤس ثوب السعادة واهمين أنفسنا بأن تكون النهايات على قدر تصورنا لها ،أو ربما تكون خيباتنا بحجم يفوق ادراكنا لها .. ربما لأن إيماننا بأننا نحن من يخطّ لقدره وبذلك باختلاقنا الأمان وتأطيره بالزيف .

نعبر عن عجزنا بالطريقة التي أتينا بها إلى الحياة وذلك بالتبرأ من كل مايشوب قداسة فكرنا ، ذلك النزاع الأبدي بين القداسة والكفر بين الخير والشر .. بين هشاشة وجودنا وجنون التملك والأبدية .

الجميع يحاول أن يسابق الزمن فقط ليبرهن قدرته على التحكم بصيرورة ذاته لإيقاف علامات الزمن التي تخط بشراسة آثارها على ملامحنا وفي الوقت الذي نقف عاجزين عن تذكر نقطة البداية، نطلب الغفران لأنفسنا عما سببناه من أذية وعجزنا عن أدراك ماستؤول إليها النتائج بعد السقوط في الهاوية .

في نهاية الأمر حياتك هي التي أختارتك، لا جدوى من اسئلتنا المتكررة وماعلينا سوى تقبلها والمضي قدما بها ، لأن كل ماخضناه وسهرنا لأجله أصبح الآن عبء يثقل كاهلنا كالحب ، العبادة ،الطاعات، وما إلى ذلك من الملحقات .

والسؤال الذي يفرض نفسه وبقوة كيف لنا أن نتحرر من هذه الموبقات والتي باتت تغرس أنيابها في أرواحنا على مدار بقائنا، كيف لنا أن نتخلص من فكرة الفشل التي أحاطت بنا ودون ارادتنا .

هل فقدنا السيطرة على هذا المارد الذي تلبسنا والمسمى ( الفشل ) وعن اعادة زجّه في قفص التوجيه ام سيطر هو على أرواحنا وتمردت هي بذلك على أثره ؟

متى سنلملم أشلائنا قبل أن تسود العتمة ونفيق من هلوساتنا لنمضي كعجالة الأيام في دوامة الحياة .