حبس المرأة لمشاعرها حياءٌ أم مكابرةٌ

روماف – ثقافة 

يوسف حمك 

لِمَ إقرار المرأة بشعورها الجميل ، و إطلاق العنان لإحساسها العذب ، و الاعتراف الصريح بحبها يعد تهمةً مشينةً بحقها ؟!
و إن لامس الحب قلبها ، و ملأ قاعه عشقاً ، فمحظورٌ عليها البوح به
و خطٌ أحمر . و يصنفه المجتمع ضمن يافطة ( قلة الحياء ) و إدراجه
على لائحة ( بلا كرامةٍ ) .
لا أقصد الحب المحرم ، بل العذري و بلا انتهاكٍ أو اختراقٍ .

التقاليد البالية تفرض سطوتها على المرأة لحبس شعورها البديع ، و خنق إحساسها الرائع خلف قضبان ( سجن الحياء ) .
تنتظر الرجل و هي تغلي هياماً ، و تفقد الصبر ليقوم هو بالخطوة الأولى ، فيبادرها الحب . و هي تصمت مهما اكتوت بحرارة الشوق ، و تمزق قلبها من لوعة الوجد .

محتويات
روماف – ثقافة يوسف حمك لِمَ إقرار المرأة بشعورها الجميل ، و إطلاق العنان لإحساسها العذب ، و الاعتراف الصريح بحبها يعد تهمةً مشينةً بحقها ؟! و إن لامس الحب قلبها ، و ملأ قاعه عشقاً ، فمحظورٌ عليها البوح به و خطٌ أحمر . و يصنفه المجتمع ضمن يافطة ( قلة الحياء ) و إدراجه على لائحة ( بلا كرامةٍ ) . لا أقصد الحب المحرم ، بل العذري و بلا انتهاكٍ أو اختراقٍ . التقاليد البالية تفرض سطوتها على المرأة لحبس شعورها البديع ، و خنق إحساسها الرائع خلف قضبان ( سجن الحياء ) . تنتظر الرجل و هي تغلي هياماً ، و تفقد الصبر ليقوم هو بالخطوة الأولى ، فيبادرها الحب . و هي تصمت مهما اكتوت بحرارة الشوق ، و تمزق قلبها من لوعة الوجد . حيرةٌ تهز كيانها من قلبٍ يحثها على البوح بتلك الحرقة و الم الصبابة و يتوسل إليها ، و عقلٌ مكتظٌ بلاءات المجتمع يردعها . مذ كانت طفلةً ألبسها المجتمع ثوب الحياء ، فباتت رهينة الخجل ، لا تجرؤ على الاعتراف بما يجول في دواخلها من المشاعر اللطيفة . و إن كان الجسد يفضحها . فللجسد و إيماءاته لغةٌ تكشف بصمتٍ عما يكتمه القلب ، و تواريه النفس ، و تنتعش به الروح . لغةٌ خرساءٌ تعابيرها تفضح السكون ، و تنتهك حرمة الصمت الخجول . فتصب جام الغيرة على حبيبها ، و لو كان بريئاً ، و يعرض عليها رزمةً من صكوك البراءة . و التقرب منه فالاهتمام المبالغ به ، من دون ان تفصح عن مشاعرها المكشوفة و أحاسيسها المرئية . تمطر عليه بوابلٍ من مشاعر الود بلا اعترفٍ مباشرٍ . لكن الجرأة تخونها ، و تلسع لسانها لردعه و الالتزام بالسكوت . صوتٌ عميقٌ في حنايا القلب يحثها …. يحرضها …. يدفعها ، و إحساسٌ عذبٌ يغريها …. يؤلبها …. يحفزها للبوح الذي يغذي الروح فترقص طرباً . قد يكون الاحتشام للمرأة أناقةٌ ، و اعتدال الحياء – و ليس الإفراط – لها زينةٌ . لكن وأد المشاعر في مقبرة القلب مؤرقٌ و لوعةٌ تكويها ، و حرقةٌ تنخر عظامها . رغم أنها على يقينٍ أن الاعتراف بحبها للمحبوب مذاقه للنفس بنكهة العسل بل ألذ . و للقلب ماءٌ سلسبيلٌ يروي عطشه . قد تكون الفتاة على حقٍ خوفاً من أن يفاجئها الشاب بالرفض ، و عدم مبادلتها بذات المشاعر . لكن ما بال النساء المتزوجات – و لا كلهن – اللواتي يكبتن مشاعرهن تجاه أزواجهن ؟! و هل يهدر الحب الكرامة إذا كان متبادلاً ؟! و كيف ينقلب الحب مثلبةً و منقصةً ؟! أو كأن قلب المرأة صخرةٌ جامدةٌ بلا إحساسٍ . و أن الشعور بالحب و البوح به من اختصاص الرجال وحدهم ، و دون النساء . مؤلمٌ للرجل أن ينتظر طويلاً حتى يسمع كلمة ( أحبك ) . و أغلب الرجال لا يسمعونها البتة ، فيحملون الألم ذاته معهم إلى القبر . و رائعٌ جداً أن تعبر المرأة عن شعورها الجميل ، و تعلن عن إحساسها البديع لحبيبها ، و إن لم يكن من أجلها ، فلإسعاد الحبيب و الزوج .

حيرةٌ تهز كيانها من قلبٍ يحثها على البوح بتلك الحرقة و الم الصبابة و يتوسل إليها ، و عقلٌ مكتظٌ بلاءات المجتمع يردعها .
مذ كانت طفلةً ألبسها المجتمع ثوب الحياء ، فباتت رهينة الخجل ، لا تجرؤ على الاعتراف بما يجول في دواخلها من المشاعر اللطيفة . و إن كان الجسد يفضحها .
فللجسد و إيماءاته لغةٌ تكشف بصمتٍ عما يكتمه القلب ، و تواريه النفس ، و تنتعش به الروح .
لغةٌ خرساءٌ تعابيرها تفضح السكون ، و تنتهك حرمة الصمت الخجول . فتصب جام الغيرة على حبيبها ، و لو كان بريئاً ، و يعرض عليها رزمةً من صكوك البراءة . و التقرب منه فالاهتمام المبالغ به ، من دون ان تفصح عن مشاعرها المكشوفة و أحاسيسها المرئية .
تمطر عليه بوابلٍ من مشاعر الود بلا اعترفٍ مباشرٍ . لكن الجرأة تخونها ، و تلسع لسانها لردعه و الالتزام بالسكوت .

صوتٌ عميقٌ في حنايا القلب يحثها …. يحرضها …. يدفعها ، و إحساسٌ عذبٌ يغريها …. يؤلبها …. يحفزها للبوح الذي يغذي الروح فترقص طرباً .

قد يكون الاحتشام للمرأة أناقةٌ ، و اعتدال الحياء – و ليس الإفراط – لها زينةٌ . لكن وأد المشاعر في مقبرة القلب مؤرقٌ و لوعةٌ تكويها ، و حرقةٌ تنخر عظامها .
رغم أنها على يقينٍ أن الاعتراف بحبها للمحبوب مذاقه للنفس بنكهة العسل بل ألذ . و للقلب ماءٌ سلسبيلٌ يروي عطشه .

قد تكون الفتاة على حقٍ خوفاً من أن يفاجئها الشاب بالرفض ، و عدم مبادلتها بذات المشاعر .
لكن ما بال النساء المتزوجات – و لا كلهن – اللواتي يكبتن مشاعرهن تجاه أزواجهن ؟!
و هل يهدر الحب الكرامة إذا كان متبادلاً ؟!
و كيف ينقلب الحب مثلبةً و منقصةً ؟! أو كأن قلب المرأة صخرةٌ جامدةٌ بلا إحساسٍ . و أن الشعور بالحب و البوح به من اختصاص الرجال وحدهم ، و دون النساء .

مؤلمٌ للرجل أن ينتظر طويلاً حتى يسمع كلمة ( أحبك ) . و أغلب الرجال لا يسمعونها البتة ، فيحملون الألم ذاته معهم إلى القبر .
و رائعٌ جداً أن تعبر المرأة عن شعورها الجميل ، و تعلن عن إحساسها البديع لحبيبها ، و إن لم يكن من أجلها ، فلإسعاد الحبيب و الزوج .

 

 

شارك المقال

مقالات أخرى