وكنت أظن..

روماف – ثقافة 

لمى أبو لطيفة / الأردن 

إنها لفكرة حانية أن تحول أحدهم إلى نص،ثم وجدتني مسجونًا خلف قضبان كل الجماليات التي أحتضنتك!
أقول لنفسي إنّ ما بيننا ليس كرهًا بالتأكيد
كما لا يمكنه أن يكون حُبًّا.. فأبكي
انظرُ في محادثاتنا وأتعجب كيف لكلامنا أن يكون
بهذه الحدية والعدوانية والبرود
ثم وبقدرة قادر ينتهي بجملتيّ
-“لا حبيبي، كل شي منيح”
-“المهم تكوني منيحة”
نحرص على أن تكون وداعاتنا جميلة خالية من أي ثقل
نحن اللذان نعرف ما معنى أن يفقد المرء أحبته بشكل نهائي
ومع ذلك نظل واثقين بأن الدنيا التي فرقتنا مرارًا وجمعتنا مرارًا لن تكف عن لعبتها هذه معنا حتى أننا اعتدناها وصرنا نسبقها بقراراتها ونباغتها بذلك!
تعرفين إن كل نصوصي عنك، لكن ولا مرة افصحتِ عن ذلك أو حتى نعتيها ولو بالقُبح أو حاولتِ أن تُصححي خطئًا نحويًا
فيها مثلًا، وكأنها مثلي لا تعنيك فأضحك لتجاهلك المقصود
وأعود إلى كفيك أُقبّلها لئلا أُسقِط دمعي فيها رغم حاجتي لذلك!
إذن لنتفق أنا وأنتِ،
ما بيننا ليس حُبًا ولا كرهًا
وإنما مصحّة جمعت في احدى غُرفها اثنين من المجانين
يُعانيان من نفس المرض والعَرَض.. رغم كل المعارك إلّا إنه ثمة شخص منهما لا يقدر على غلق ذراعيه وآخر لايمكنه
الشعور بالألفة والأمان إلّا في حضنه!
ما أشقانا ما أشقانا، لولا هذه الجزئية التي تمنحها لنا
الكتابة والحياة!

 

شارك المقال

مقالات أخرى

صفحتنا على الفيسبوك

أقرأ أيضاً

- Advertisement -