دلشا آدم
لماذا انطفأ ذلك الوميض في عينيك،
ذلك الضوء الذي كان يوقظ في قلبي حدائق من الوله؟
كيف استطاعت العتمة ان تزحف الى روحك وتسدل غباش ستائرها عليك ؟
واي صمت هذا الذي تسلل إلينا
كغمامة ثقيلة بما تحمل من وذمة وجع فكسر احلامنا قبل ان تشب عن الطوق؟
ياإلهي كم كنا بسطاء .
الآن فقط أدركت أني أقف على اطلال روحي وأنني أمام وجع لا يتوانى عن إيذائي ،وجع جاءني خلسة، متخفياً بهيئة سحابة تجتاح مدارك عشقي وتنثر في داخلي ألسنة لهب لامفر منها .
أين أنا منك
وأين أنت مني في غمرة هذا الحزن الذي يحيط بك، كيف تراميت كجزيرة لاتمتُّ إليها بشيء منك ولا يبلغها النداء مهما تعالى أنينك ؟
أما زلتُ قابعة بخشوعي المعتاد في صفحة قلبك، تتابعني في أوج صباحاتك وتسبقني بإعداد القهوة ؟
أما زلت معتاداً بأن تلوذ بي الى ذلك المقعد الذي جمعنا ذات مساء فأفضنا عليه حديث المسافات وهوس الحنين ؟
كان نبضي يسبق الكلمات وإذ به ماراثون عشق، يخشى أن يفوته الظفر
بموعد ترتب على عجالة، فيما حمرة لطيفة غمرت وجنتينا وإيذان بعهد
يعلن ميلاد قصتنا .
أين نحن الان من ذلك البريق، أين نحن من تلك اللهفة التي كانت تشعلنا اكواناً ؟
إليك يا من اتعبت قلبي، بالله كيف غدوت صامتا إلى الحدّ الذي آل إليه قلبك فأمسيت في عزلتك ما يشبه المنافي .




