روماف – شعر
1
(يقظة عقل):
استفاقَ العقلُ يوماً من سُباتٍ
كانَ يغطيهِ رُكاماً من تعجرف..
فاستدلَّ نحو خيرٍ للكلام دون
غيٍ أو تزلّف..!
وانتهج نهجاً قويماً وبعيداً
عن متاهات التصلّف..
وغدا ينشدُ قولاً محكماً تنتظم فيهِ
عناوين التشرّف بمفاهيم الحياة السامية..
2
(يقظة ظمير):
عندما اليقظة تجلّت في طريقي..
ألهمتني إتقّاءً واحتراساً بالوثوقِ..
أشعلت عندي ضميرًا كان يغرقْ
في كسادٍ يتعثّر بينَ تبِعاتِ ضيفي..
لكنّ شيئاً قد تغيّر في حياتي
أغرسَ عندي فهماً وبصيرة ونجاةً
من المهوى السّحيقِ..
تلكَ هي الصفحة البيضاء للإنسان
التي تتجلى فيها نصعاً كالبريقِ..
3
(استشعار):
حينَ يستشعرُ القلبُ معاني الآخرين..
تتجلّى في مبانيه سمّات الخيّرين..
حيثُ أنّ كل شعورٍ هو مفتاحُ حبورٍ
يغمرُ القلبَ سكينة ووَقاراً كل حين..
فتيمّن ابتداءً بجواهر دُرَرٌ السّمت الثمين..
كي تشذّب مجدَ فعلٍ يتقوّم من سناه الآخرين..
عندها تصبح مضرب الأمثال سامياً فوقَ الجبين..
4
(زاد المعاني):
حينما تزوّدت المعاني الساميات..
أخمدت في فؤادي جمرةَ القوافي الزاهيات..
وتريّثت عندَ عبورٍ واختيارِ القافيات..
كي أندّي ما تبقّى من دلالاتٍ واضحات..
هكذا أسمو استباقاً واغترافاً من لسان النّاصحين..
هو سمع ونصيحة..
هو تصحيح الطريقة..
هو غرسٌ في طبيعة النفس الغراء للتبيان والحقيقة..
5
(اقتفاء المبادئ):
كيف تبحث عن رقيٍ أنتَ لا تعرف كيف منتاه..
يا عزيزي تريّث واقرأ الفكر مراراً من مبادئ
وتعاليم رشيدة ترتقي قولاً وخبرة وعلامات سديدة..
تغني حقلاً من حقول الفكر حسناً وتصرّف في
مسارات جديدة..
منها شأنٌ ووجاهة وقيادات حكيمة..
تزدهر بها عند التساؤل ..
تقتفي بها غايات عديدة..
كنُبلٍ وسموٌ وعلاءٍ يستديم..
6
(معرفة المَنْزِلة):
يا تاجر الجاه والمال قل لي فيما تتجرُ..؟
فأنتَ في هذه الحياة مرةً تزدهرُ وأخرى تضجرُ..
فليسَ في منطق الجاه والمال امتداداً دائما لهما..
بل الدّيمومة في عزة نفسٍ فبها تفتخرُ..
وخير انقيادٍ لخيرِ حديثٍ بهِ أنتَ تدّخرُ..
لا ترتقي الجاه والمال دون معرفةٍ..
فقد تصبح بعدئذٍ في حالةٍ من الكدرِ..