معلوم ان عقلية الانا الحزبية الممزوجة بعقدة ” التمثيل الشرعي الوحيد ” مازالت تسود علاقات أحزاب طرفي الاستقطاب ، ففي حين كان المفترض ان يكون موضوع البحث في اجتماعات – أربيل – ، و – دهوك – وماتلتهما من لقاءات طوال الأعوام الماضية ، كرد سوريا ، وتوحيد حركتهم السياسية المنقسمة على بعضها ، وبحث قضاياهم ، وتامين مستقبلهم ، وتعزيز دورهم بالمعادلة الوطنية ، الا ان النقاشات ، والتجاذبات ، والمزايدات الكلامية بدأت في حقيقة الامر بكيفية تقاسم الحصص الحزبية في سلطة الامر الواقع ، وانتهت عند حدود سلطة الحزب الواحد التي لن تقبل القسمة حتى لو تقلصت مساحتها الجغرافية والبشرية الى حارة من احياء القامشلي .
على مايبدو فان أحزاب طرفي الاستقطاب تنوي التحول من حركات سياسية ( معارضة ! ) الى أحزاب تقود السلطة ، ( اية سلطة ، وعلى أي أساس ، وكيف وأين ؟ ) ونحن في صفوف شعبنا لاعلم لنا بذلك وبهذه القفزة الطويلة في حرق المراحل ، تماما كما كان معارضو ( المجلس والائتلاف ) يحلمون بذلك ، ثم عرفوا متاخرين انهم كانوا في الوقت الضائع من احلام اليقظة ، وبالنتيجة ظهرت ( سلطات ) هنا وهناك لاتمثل الا نفسها ، وتحارب بالوكالة لمصلحة المانحين ، وبعضها لمصلحة نظامم الاستبداد .
وحتى لايفهم كلامنا بعكس المرتجى نقول نعم لحكم الشعب وسلطته على كافة الأراضي السورية ، وقامت الثورة من اجل تحقيق ذلك ، ومن اجهض الثورة ،من العرب والكرد ، والمكونات الأخرى وساهم في اضعافها ، وحاربها بالفكر والسلاح ، لن يكون حاكما ، ولاممثلا شرعيا للسوريين ، ثم من من هذه الأحزاب ، والمجموعات مازالت ملتزمة بقضايا ، ومصالح السوريين وبينهم الكرد؟ ، ومن منها مازال على العهد ؟ .
وكما يظهر فان هذه الأحزاب الكردية على عجلة من امرها لاستلام سلطة ما حتى لو كانت مؤقتة ، وشكلية ، وبالوكالة ومن ورق ، نعم كانها تعيش في الأوهام ، وتتجاهل الأوضاع السورية الاستثائية حيث مزقت الحرب النسيج الاجتماعي ، وحولت سوريا الى شبه مستعمرات ميليشياوية ، ومناطق نفوذ للقوى المحتلة الأجنبية ، ولكن ليس هذا مايريد ويطمح اليه الشعب السوري بكل مكوناته القومية ، والاجتماعية ، كما ان نفس هذه الأحزاب في برامجها ، ومواقفها السياسية ترفض تجزئة سوريا ، الى دويلات ، وسلطات مناطقية تحكمها أحزاب مسلحة ، واكثر من نصف سكانها مهاجرون ، ونازحون ، ولكنها مع ذلك تختلف مع بعضها من اجل حصة ما في مواقع سلطوية ما ، ويشكل هذا الخلاف العقبة الأولى والاساسية لاية تفاهمات فيما بينها .
وهل سيكون – الانكسي – بديلا أفضل ل – تف دم – ؟
في زحمة التطورات الراهنة خصوصا مايتعلق بالتهديدات التركية لاجتياح جديد ، والخيارات المطروحة امام سلطة فرع – ب ك ك – السوري – ب ي د – ومن بينها الاندماج في مؤسسات النظام العسكرية ، والأمنية ، والمواجهة المشتركة لاي توغل تركي ، او الرضوخ لتنفيذ كافة الشروط المطلوبة تركيا ، وامريكيا ، وكل هذه الخيارات لن تكون لصالح – ب ي د – فحسب بل اقرب الى السقوط النهائي ، والخروج تماما من المعادلتين القومية ، والوطنية ، وللتذكير فقد كنا من أوائل المطالبين بعودة – ب ي د – الى الصف الوطني ، وفك الارتباط من مركز قنديل ، والانسحاب التنظيمي ، والفكري من – ب ك ك – ومراجعة الماضي ، والتخلي النهائي عن العمل العسكري ، ووقف عسكرة المجتمع ، والاعتراف بكل مااقترفه بحق الكرد ، والاعتذار للكرد أولا وللسوريين أيضا ، وقبول المشاركة في العمل الوطني الكردي السوري من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع ، وقبول نتائجه مسبقا .
ليس من المستبعد ان يطمح المتنفذون – الحالمون في قيادة – المجلس الوطني الكردي – الى الحلول محل سلطة – ب ي د – في حالة انهيارها ، وذلك اذا تسنى لهم ذلك ، فكان لسان حالهم يقول : نحن أيضا مجموعة من الأحزاب لها تراث نضالي ، وهي الممثل الشرعي الوحيد لكرد سوريا ، ونمثل الكرد السوريين في المحافل الدولية ! ولدينا قوات عسكرية ؟! ، وكذلك حلفاء اقليميين ، ولاينقصنا شيئ ، فلماذا لانكون بديلا لسلطة – ب ي د – ؟ ، وكما اعتقد وفي هذه الحالة سنكون ، والغالبية الساحقة من الكرد السوريين الوطنيين في مواجهة سلطة الوريث التي لاتختلف من حيث النهج ، والموقف عن السلطة – الأصل التي وقفنا جميعا في مواجهتها .
بعبارة أوضح هذا احد السيناريوهات المتداولة بين أوساط – الانكسي – وكانهم يريدون وراثة أسوأ نموذج مر على الكرد السوريين ، وعلى جميع كرد العالم ، وهنا تتاكد كل التقديرات السابقة حول التشابه بين أحزاب طرفي الاستقطاب ، التحزب الاعمى ، والبحث عن السلطة ، والثروة ، والناي بالنفس عن القضية الأساسية لشعبنا وهي الخلاص ، والأمان ، والعيش الكريم ، والتهرب من المهم ، والاهم أي معالجة ازمة الحركة الكردية ، وإعادة بنائها ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، استعدادا للاخذ بها أداة نضالية فاعلة لمواجهة ممختلف التحديات الماثلة الان امام ناظري شعبنا .
المنتظر من الحركات الاصيلة والمناضلين ، في الظروف الصعبة ، واللحظات الحاسمة في حياة الشعوب ، التفاني ، وتقديم ما ينقذ ، وما يخفف من الالام ، بروحية التضحية ، ونكران الذات ، وليس البحث عن مغانم ، والحلول محل ممن ظلم ، واستبد ، وكابر ، المطلوب الان في لحظتنا الكردية السورية الراهنة اخماد الحريق ، وليس اشعال الفتن الحزبية ، وتقديم المبادرة الانقاذية كما فعل حراك ” بزاف ” قبل أيام عندما طالب وبمنتهى السرعة بلقاء عاجل بين ممثلي الوطنيين المستقلين ، والمجتمع المدني ، وممثلي أحزاب طرفي الاستقطاب ، لبحث التطورات ، والتوصل الى مشتركات قابلة للتنفيذ ، حرصا على سلامة شعبنا في جميع مناطقه .