في بوكان الأذربيجانية حيث وصل بعض قادة الكُرد وعلى رأسهم القاضي محمد للألتقاء مع باقروف رئيس وزراء جمهورية أذربجان أنذاك ، الذي سيحمل المطالب الكُردية بعد ذلك ليتم تسليمها لموسكو (الأتحاد السوفيتي ) .
وكعادة الروس لا يظهرون ما يكمنون إنما يلعبون بمكرٍ وخبث على من يلجأ لهم ويحتمي بهم . ألقى باقروف بعض الألغام في معرض حديثه وراح يتنظر ردات الفعل على وجوه سامعية ، التي بدا عليها القلق مما طرح .
وحين حانت لحظة تقديم المطالب رفع باقروف يده مقسماً : ” ما دام الأتحاد السوفيتي موجودا فليس على الكُرد أن يقلقوا بشأن مستقبلهم ” !!؟
كان رد القاضي محمد أمام هذه الجملة ردا أنفعاليا : ” إن أمته الضعيفة بحاجة للأستفادة من اليد الصديقة الممدودة ونحن لا نريد هز هذه اليد فقط أنما سنقوم بتقبيلها أيضأ ” .!؟
وختمها بقصة قصيرة ، فيها تكمن كل الحكاية التي تحاكي الحالة الكُردية برمتها .مختصر القصة أنه قام أحد الأغوات بتقديم كلب صيد لأحد الفلاحين فشكره الفلاح ومضى ، وفي اليوم الثاني ذهب الفلاح ذاته لعند الأغا وشكره مرة ثانية ، أستغرب الأغا فعله هذا وقال له : ألم تشكرني البارحة فلما تعيدها الأن مرة ثانية !
قال الفلاح بوجه كله أمل : با سيدي عندما أهديتني هذا الكلب كنت متأكدا أنك ستهديني حصاناً أيضا ، فكيف سأذهب للصيد بدون حصان !؟.وإن أهديتني حصانا فلا بد وبكل تأكيد ستؤمن للحصان علفاً ولي الطعام أيضا !؟,إن حصل ذلك ستفكر جديا بتأمين منزلٍ لي وزريبة للحصان !؟ .
فلا أعتقد أن تفوتك هذه، لذا أنا هنا لأشكرك من كل قلبي وأعبر لك عن سعادتي .
– كأنَّ ذاك اليوم لم يبرح فقط التغير طال الأسماء والمسرح !؟ .