كالعادة ومثل كل يوم أخرج النعجات السبعة من الكوخ ،واغلق الباب خلفه، و بعد ان انتهى من وضع العلف في المعالف الطينية،امسك بقبضة الباب كي يدخل النعجات الى الكوخ .
فتدافعن معا وأولهن لوقى وهي اضخمهن ،حاولت الدخول قبل اجتياز والدي الباب ،فانحصر بينها وبين ملبن الباب ليصبح مثل المحصور بين فكي الكماشة،لا النعجة تستطيع الدوخول ولا أبي يستطيع الافلات والخروج،لم نكن ندري بما يجري في الخارج ونحن داخل البيت.
فجأة سمعنا ابي وهو ينادي بصوت متحشرج:
اجلبوا لي سكينة، حزنو اجلبي لي سكينه(حزنو تصغير حزنه اسم والدتي) أصبنا بالهلع والخوف فأسرعنا بالخروج جميعا كي نرى ماذا جرى لوالدي.
يبدو ان الوجع والالم وصلا الى حدهما الاقصى ولم يبقى له اي مجال للخلاص من المأزق،وكما بدى حاول محاولته الاخيرة فأمسك برأس لوقى رافعا فمها الى الاعلى،سمعنا صوت طرقعة من رقبتها وسقطت ارضا،تنفس والدي الصعداء،وأصر بغضب شديد على ان نجلب له سكينة لذبحها،بغضبه واصراره أجبر والدتي على احضار سكينة له،
ذبحها وسال الدم غزيرا،بعدها وقف والدي وهو يتنفس الصعداء بوجهه الذي ملئه الاصفرار والتعرق واستعاد شيئا من توازنه قائلا: لا تقولوا لماذا ذبحت أضخم نعجة وأكثرهن ادرارا للحليب،انها كانت ستقتل أباكم!
هل لوقى افضل مني عندكم؟خسرتم لوقى وربحتم اباكم! لم نكن نمتلك من الماشية سوى النعجات السبعة،يومها بقي لنا ستة ماشية, وربحنا والدنا ووجبة غداء من لحم لوقى النهمة, اما حمارتنا البيضاء فلها قصة طويلة لا تروى.