روماف – ثقافة
لا أقوَ على جمع أجزائي
ولا دواء يُرجى لدائي
بعضي هُنا على الارضِ
وبعضي هناك في السماءِ
على خريطة العالم
تجدُ ريحي وأجزائي
أو بعض آثاري
وبقايا أشلائي
على جسدي شيدوا عجائب الدنيا
وجوارحي شَهدت على البناء
على ضلوعي وَضعوا الأُسس
وسَقوا لبِناتها بدمائي
على عاتقي جبالُ الانديزِ
وعلى منكبي سورُ الصينِ
وحدائق بابل ومعابد البثراء
فمن يقدرُ على تحملِ هذا العناءِ؟
أنفاسي أعاصيرٌ تغزو سواحل العالم
في ليل حالك وجوٍّ عابس
تقتلعُ الأخضرَ واليابس
فلا تذرُ وراءها معْلَماً ولا بناء
همي ثقيلٌ طويلٌ..
يقطعُ نصف الأرض كخطِ الاستواء
لا ليلَ لي ولا نهار
ولا تعبرني الأنهار كأقحل صحراء
لا واحة فيها ولا يُبنوع
يكادُ كلي يموتُ من الجوع
فلا غذاء يُعيل بدني
ولا يرويه جداولٌ من ماء
شراييني وديان تتدفقُ بصَخبٍ
ومن مدمعي يجري النيلُ
وينبعُ الفرات من أحشائي
فلا تلومي عليَّ تشَتُتي
أو ركاكةَ قَلمي ولُغتي
وكلماتي الخرقاء
فقط ضُميني لصدركِ سيدتي
لَملمي أجزائي
اجْمعيني على بعْضي
وانْهي َعْثرتي الحمقاء
حسن يارتي
برشلونة