المقال من ملف خاص بانتفاضة قامشلو 2004 منشور في موقع ولاتي مه
رقية حاجي
نستذكر في مثل هذه الأيام الذكرى السابعة عشرة للانتفاضة الكوردية العارمة والمجزة الأليمة ، انتفاضة ١٢ آذار ٢٠٠٤ .
التي انطلقت من قامشلي وانتشرت كالنار في الهشيم في جميع مناطق سوريا وخاصة في مناطق تواجد الكورد. كانت يقظة روح وضمير الكورد ضد جبروت نظام البعث الشوفيني وبطشه.
بدأت الانتفاضة بين فريق الجهاد من قامشلو وفريق الفتوة القادم من دير الزور مع جمهوره، وجاب جمهور هؤلاء شوارع قامشلو قبل المباراة وهو يردد شعارات عنصرية ضد الكورد، إلى جانب هتافات تشتم رموز وقادة الكورد، وكل ذلك تحت نظر الأجهزة الأمنية والشرطة التي انتشرت بكثافة لحماية أولئك الذين كانوا قد استعدوا لإحداث شغب مخطط له من قبل شوفينيين سعوا لبث فتنة بين الكورد و العرب وخلق شرارة لتسهيل كسر شوكة الكورد.
ولقد كانت مفاجأة النظام وصدمته كبيرة عندما انطلقت الانتفاضة الكوردية من قامشلي وانتشرت في أغلب المحافظات السورية، وراحت أصداؤها تدق عواصم العالم.لقد كان مشعل وموقد الانتفاضة الكوردية هو الشباب الكوردي البطل المتشبع بروح القومية الوطنية النضالية الذي التفتت إليه الأحزاب أغلبها متأخرة، ولتتخذ مواقف خاطئة تاليا_لمصالح أجندات إقليمي عندما حاولت منعه من الانضمام والمشاركة مع الثورة السورية بعد ذلك.
إن مرور سبع عشرة سنوات على هذه الانتفاضة التي زلزلت الأرض تحت أقدام النظام وأعوانه من المفترض أن تشكل حافزاً. وفرصة ثمينة لاتعوض للكورد خاصة للتأمل والتدبر في أوضاعهم، واستغلالها لصالح قضيتهم العادلة ، لإعادة رسم الخارطة النضالية الكوردية بما يتناسب مع مصلحة كل المكونات السورية على امتداد الجغرافية الوطنية السورية.
لقد كانت تلك الانتفاضة التي راح ضحيتها عشرات الشهداء برصاص الأمن وتحت التعذيب، واعتقل المئات من المتظاهرين، بمثابة شرارة ثورة و احتجاجاً صارخا وقوياً ضد الظلم والقهر والتهميش والتمييز والتفرقة والفتن، ليبقى رأس النظام على الكرسي مستمرا متفرجاً على آلامنا وأوجاعنا ومصائبنا كما هي عادته.
ونحن هنا لسنا بصدد تناول الروايات المختلفة التي تحدثت عن الأسباب المباشرة أو الشرارة الأولى، إذا صح التعبير، التي أدت إلى اندلاع الإنتفاضة فقط ، وإنما الذي نريد تأكيده هو أن هذه الانتفاضة كانت نتيجة عقود من سياسات القمع والاضطهاد والإجراءات والمشاريع الاستثنائية التي اعتمدتها سلطات البعث على وجه التحديد في مواجهة الكورد.ما يضفي أهمية غير عادية على“ انتفاضة قامشلو” أنها بينت للرأي العام الوطني السوري والإقليمي والدولي خلفية وأبعاد القضية الكوردية السورية، التي لابد أن تعالج معالجة وطنية ديمقراطية، على أساس الإعتراف بالخصوصية والإقرار بالحقوق.
أقرأ أيضاً: